الثاني عشر : إخباره عن الحكم والغايات التي جعلها في خلقه [وأمره] (١) ، كقوله : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً ...) الآية (البقرة : ٢٢). ٣ / ١٠١
وقوله : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ...) الآيات (النبأ : ٦).
وقوله : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً ...) الآية (النحل : ٨٠).
وكما يقصدون البسط والاستيفاء يقصدون الإجمال والإيجاز ، كما قيل :
يرمون بالخطب الطّوال وتارة |
|
وحي الملاحظ خيفة الرّقباء (٢) |
(٣) [وقوله : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً)] (٣) (الروم : ٢١).
الأسلوب الثاني
الحذف
٣ / ١٠٢ وهو لغة الإسقاط ؛ ومنه حذفت الشعر إذا أخذت منه.
واصطلاحا إسقاط جزء الكلام أو كله لدليل. وأما قول النحويين : الحذف لغير (٤) دليل ، ويسمى اقتصارا ؛ فلا تحرير فيه ، لأنه [لا حذف فيه] (٥) بالكلية كما سنبينه فيما (٦) يلتبس به الإضمار والإيجاز.
والفرق بينهما أن شرط الحذف والإيجاز (٧) أن يكون ثمّ مقدّر ؛ نحو : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) (يوسف : ٨٢) بخلاف الإيجاز ؛ فإنه عبارة عن اللفظ القليل الجامع للمعاني الجمة بنفسه.
[والفرق] (٨) بينه وبين الإضمار أنّ شرط المضمر بقاء أثر المقدّر [في اللفظ] (٩) ، نحو : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (الإنسان : ٣١) أي ويعذّب
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) البيت لأبي دؤاد بن حريز الدؤلي ، ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد ٤ / ٥٥.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (بغير).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (ومما).
(٧) في المخطوطة (والإضمار).
(٨) ساقطة من المخطوطة : والعبارة في المخطوطة (بين الحذف) بدل (بينه).
(٩) ساقطة من المخطوطة :