الظالمين (١). (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) (النساء : ١٧١). [أي ائتوا أمرا خيرا لكم] (٢) ؛ وهذا لا يشترط في الحذف.
ويدلّ على أنه لا بدّ في الإضمار (٣) من ملاحظة المقدّر باب (٤) الاشتقاق ؛ فإنه من أضمرت الشيء ، أخفيته ، قال :
سيبقى (٥) لها في مضمر القلب والحشا (٦)
٣ / ١٠٣ وأما الحذف (٧) ؛ فمن حذفت (٨) الشيء قطعته ؛ وهو يشعر بالطرح ، بخلاف الإضمار ، ولهذا قالوا : «أن» تنصب ظاهرة (٩) ومضمرة.
وردّ ابن ميمون (١٠) قول النحاة : إن (١١) الفاعل يحذف في باب المصدر ، وقال : الصواب أن يقال : يضمر ولا يحذف ؛ لأنه عمدة في الكلام.
وقال ابن جني (١٢) في «خاطرياته» : من اتصال الفاعل بالفعل (١٣) أنّك تضمره في لفظ إذا عرفته نحو [قم] (١٤) ؛ ولا تحذفه كحذف المبتدإ [١٧٩ / ب] ؛ ولهذا لم يجز عندنا ما ذهب إليه الكسائيّ في «ضربني ، وضربت قومك».
__________________
(١) تصحفت في المطبوعة إلى (المنافقين).
(٢) العبارة ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (الإفراد).
(٤) العبارة في المخطوطة (في باب الاشتقاق).
(٥) في المخطوطة (سنبقي).
(٦) البيت في لسان العرب ٤ / ٤٩٢ مادة (ضمر) ونسبه إلى الأحوص بن محمد الأنصاري.
(٧) في المخطوطة (الحرف).
(٨) في المخطوطة (حذف).
(٩) في المخطوطة (مظهره).
(١٠) هو محمد بن عبد الله بن ميمون أبو بكر العبدري ، استوطن مراكش وكان عالما بالقراءات ذاكرا للتفسير حافظا للفقه واللغة والأدب شاعرا كاتبا مبرّزا في النحو حسن الخلق متواضعا روى عن أبي بكر بن العربي وشروع وأبي الوليد بن رشد ولازمه عشر سنين من مصنفاته «شرح أبيات الإيضاح» و «شرح المقامات» وله شرحين على «الجمل» وغيرها ت ٥٦٧ ه بمراكش (السيوطي ، بغية الوعاة ١ / ١٤٧).
(١١) في المخطوطة (بأن).
(١٢) تقدم التعريف به في ١ / ٣٦١ ، وبكتابه ٢ / ٤٣٦.
(١٣) تقديم وتأخير في المخطوطة (الفعل بالفاعل).
(١٤) ساقطة من المخطوطة.