ومنها : تقدم ما يدلّ على المحذوف وما (١) في سياقه ، كقوله (٢) : (وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (الصافات : ١٧٩) ، وفي (٣) موضع آخر نحو : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ) (ص : ٧٥). وفي موضع : (أَلاَّ تَسْجُدَ) (الأعراف : ١٢). وكقوله : (لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ٣ / ١١١ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ) (الأحقاف : ٣٥) أي هذا ، بدليل ظهوره في سورة إبراهيم ، فقال تعالى : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ) (إبراهيم : ٥٢) ، ونظائره.
ومنها اعتضاده بسبب النزول ؛ كما في قوله (٤) تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) (المائدة : ٦) ، فإنه لا بدّ فيه من تقدير فقال زيد بن أسلم (٥) : أي قمتم من المضاجع ـ يعني النوم ـ وقال غيره : إنما يعني إذا قمتم محدثين.
واحتجّ لزيد بأن [هذه] (٦) الآية إنما نزلت بسبب فقدان (٧) عائشة رضياللهعنها عقدها ، فأخّروا الرحيل إلى أن أضاء الصبح ، فطلبوا الماء عند قيامهم من نومهم فلم يجدوه ؛ فأنزل الله هذه الآية (٨).
وبما رجّح من طريق النظر بأن الأحداث المذكورة (٩) بعد قوله : (إِذا قُمْتُمْ) (المائدة : ٦) الأولى أن يحمل قوله : (إِذا قُمْتُمْ) معنى غير الحدث ، لما فيه من زيادة الفائدة ، فتكون الآية جامعة للحدث ولسبب الحدث ؛ فإن النوم ليس بحدث بل سبب للحدث.
__________________
(١) في المخطوطة (أما).
(٢) في المخطوطة (كقوله له).
(٣) في المخطوطة (أو في).
(٤) في المخطوطة (كقوله).
(٥) هو الإمام الحجة القدوة أبو عبد الله العدوي العمري حدث عن والده أسلم مولى عمر ، وعن عبد الله بن عمر ، ومسلمة بن الأكوع وغيرهم ، وعنه سفيان الثوري ، والأوزاعي ، وابن عيينة ، وكان له حلقة للعلم في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ت ١٣٦ ه (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٣١٦) ، وقوله أخرجه الطبري في التفسير ٦ / ٧٢.
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (بفقدان) بدل (بسبب فقدان).
(٨) من حديث عن عائشة رضياللهعنها أوله «خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء انقطع عقد لي ...» الحديث أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ٤٣١ ، كتاب التيمم (٧) ، باب (١) ، الحديث (٣٣٤) ، ومسلم في الصحيح ١ / ٢٧٩ ، كتاب الحيض (٣) ، باب التيمم (٢٨) الحديث (١٠٨ / ٣٦٧).
(٩) في المخطوطة (مذكورة).