([تَاللهِ] (١) تَفْتَؤُا (٢) [تَذْكُرُ يُوسُفَ] (٢)) (يوسف : ٨٥) ، التقدير : لا تفتأ ؛ لأنه لو كان الجواب مثبتا (٣) لدخلت اللام والنون ، كقوله : (بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ) (التغابن : ٧).
وهذا كلّه عند قيام دليل واحد ، وقد يكون هناك أدلة يتعدّد التقدير بحسبها ، كما في قوله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) (فاطر : ٨) ، فإنه يحتمل [تقدير] (٤) ثلاثة أمور :
٣ / ١١٣ أحدها : كمن لم يزيّن له سوء عمله ، والمعنى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) (فاطر : ٨) من الفريقين اللذين تقدم ذكرهما ، كمن لم يزين له»! ثمّ كأنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لما قيل له ذلك ، قال : لا ، فقيل : (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) (فاطر : ٨).
ثانيها : تقدير : ذهبت نفسك عليهم حسرات فحذف الخبر لدلالة (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) (فاطر : ٨).
ثالثها : تقدير : «كمن هداه الله» ، فحذف لدلالة : (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) (فاطر : ٨).
واعلم أنّ هذا [١٨١ / ب] الشرط إنما يحتاج إليه إذا كان المحذوف الجملة بأسرها ؛ نحو : (قالُوا سَلاماً) (هود : ٦٩) ، أي سلّمنا سلاما ، أو أحد ركنيها نحو : (قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) (الذاريات : ٢٥) أي «سلام عليكم أنتم قوم منكرون» ، فحذف خبر الأولى ومبتدأ الثانية.
وأمّا إذا كان المحذوف فضلة فلا يشترط لحذفه دليل ؛ ولكن يشترط ألاّ يكون في حذفه إخلال بالمعنى أو اللفظ ، كما في حذف العائد المنصوب ونحوه.
وشرط ابن مالك في حذف (٥) [الجار] (٦) أيضا أمن اللبس ، ومنع الحذف في نحو : رغبت [في] (٧) أن تفعل ، أو عن أن تفعل ، لإشكال المراد بعد الحذف.
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (مبينا).
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) في المخطوطة (حذفه).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) ساقطة من المطبوعة.