تعالى ، كما روى ابن عباس «الم» معناه : «أنا الله أعلم وأرى» (١) ، و «المص» أنا الله أعلم وأفصّل (٢) ؛ وكذا الباقي.
وقيل في قوله : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) (المائدة : ٦) : إن الباء هنا أول كلمة «بعض» ثم حذف الباقي (٣) ، كقوله :
قلت لها قفي [لنا] (٤) قالت قاف (٥)
أي وقفت ، وفي الحديث : «كفى بالسيف شا» (٦) أي شاهدا.
٣ / ١١٨ وقال الزمخشري (٧) في قوله : «م (٨) الله» في القسم : إنها «أيمن» (٩) التي تستعمل في القسم ، حذفت نونها.
ومن هذا الترخيم ، ومنه : قراءة بعضهم (١٠) : يا مال (الزخرف : ٧٧) على لغة من ينتظر ، ولمّا سمعها بعض السلف قال : ما أشغل (١١) أهل النار عن الترخيم! وأجاب بعضهم بأنهم لشدة ما هم فيه عجزوا عن إتمام الكلمة.
الثاني : الاكتفاء وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط ؛ فيكتفى بأحدهما عن الآخر ، ويخصّ بالارتباط العطفيّ غالبا ؛ فإن الارتباط خمسة أنواع : وجوديّ ، ولزوميّ ، وخبريّ ، وجوابيّ ، وعطفيّ.
__________________
(١) أخرجه الطبري في التفسير ١ / ٦٧ ، وذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢٢ وقال : «أخرجه وكيع وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والنحاس».
(٢) أخرجه الطبري في التفسير ٨ / ٨٥ ، وذكره السيوطي في الدرّ المنثور ٣ / ٦٧ قال : «أخرجه ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.
(٣) في المخطوطة (الباء).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) البيت للوليد بن عقبة ذكره ابن جني في الخصائص ١ / ٣٠. وعجزه لا تحسبينا قد نسينا الإيجاف وقد تقدم ذكر هذه الشطرة في ١ / ٢٦٢.
(٦) أخرجه بلفظه عبد الرزاق في المصنف ٩ / ٤٣٤ ، عن الحسن مرسلا كتاب العقول ، باب الرجل يجد على امرأته رجلا ، الحديث (١٧٩١٨).
(٧) في المفصل ص ٣٤٤ ـ ٣٤٦.
(٨) في المطبوعة (من). تصحيف.
(٩) في المخطوطة (من).
(١٠) وهي قراءة ابن مسعود ، انظر الكشاف ٣ / ٤٢٦.
(١١) في المخطوطة (أغنى).