البرهان في علوم القرآن [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في البرهان في علوم القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

البرهان في علوم القرآن [ ج ٣ ]

٣ / ١٢٤ وقوله : (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الأنفال : ٢٣) ؛ المعنى لو أفهمتهم لما أجدى فيهم التّفهيم ؛ فكيف وقد سلبوا القوة الفاهمة! فعلم بذلك أنهم مع انتفاء الفهم أحقّ بفقد القبول والهداية.

الرابع : أن يستدلّ بالفعل لشيئين وهو في الحقيقة لأحدهما ؛ فيضمر للآخر (١) [١٨٣ / ب] فعل يناسبه ؛ كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) (الحشر : ٩) أي واعتقدوا الإيمان.

وقوله [تعالى] (٢) : (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) (الفرقان : ١٢) ، أي وشمّوا لها زفيرا.

وقوله تعالى : (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ) (الحج : ٤٠) ، والصلوات لا تهدّم ؛ فالتقدير : ولتركت (٣) صلوات.

وقوله : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) [الآية] (٤) (الواقعة : ١٧) فالفاكهة ولحم الطير والحور العين لا تطوف ، وإنما يطاف بها.

وأما قوله تعالى : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) (يونس : ٧١) ، فنقل ابن فارس (٥) عن البصريين أن الواو بمعنى «مع» أي [مع] (٦) شركائكم ، كما يقال : لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها ؛ أي مع فصيلها.

وقال الآخرون : أجمعوا أمركم وادعوا شهداءكم (٧) ، اعتبارا بقوله تعالى : (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ) (هود : ١٣).

واعلم أن تقدير فعل محذوف للثاني ليصحّ العطف (٨) [هو قول الفارسي والفراء وجماعة من البصريين والكوفيين لتعذّر العطف] (٨). وذهب أبو عبيدة (٩) والأصمعي واليزيدي (١٠) وغيرهم إلى أن ذلك من عطف المفردات ، وتضمين العامل معنى ينتظم (١١) المعطوف والمعطوف عليه

__________________

(١) في المخطوطة (الآخر).

(٢) ليست في المخطوطة.

(٣) في المخطوطة (لتركت).

(٤) ليست في المطبوعة.

(٥) هو أحمد بن فارس بن زكريا تقدم التعريف به في ١ / ١٩١.

(٦) ليست في المطبوعة.

(٧) في المخطوطة (شركاءكم).

(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٩) هو معمر بن المثنى تقدم التعريف به في ١ / ٣٨٣.

(١٠) في المخطوطة (الزندي).

(١١) في المخطوطة (يتضمن).