ثم حذف الخبر الذي هو «لنا» ، أو «في الوجود» الحذف المطّرد ، وما دلّ عليه توحيد لا إله إلا الله».
ثم حذف المبتدإ حذف الموصوف كالعدد ؛ إذا كان معلوما. كقولك : عندي ثلاثة.
أي دراهم ؛ وقد علم بقرينة قوله [تعالى] (١) : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) (النساء : ١٧١).
وقد عورض هذا بأن نفي وجود ثلاثة لا ينفي وجود إلهين. وأجيب (٢) بأن تقديره (٣) «آلهتنا ثلاثة» يوجب ثبوت الآلهة ؛ وتقدير «لنا آلهة» لا يوجب ثبوت إلهين.
فعورض بأنه كما لا يوجبه فلا ينفيه.
فأجيب بأنه إذا لم ينفه فقد [١٨٦ / ب] نفاه ما بعده من قوله : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) (النساء : ١٧١).
فعورض بأنّ ما بعده إن (٤) نفي ثبوت إلهين فكيف ثبوت آلهة! فأجاب بأنه (٥) لا ينفيه ، ولكن يناقضه ، لأن تقدير آلهتنا ثلاثة يثبت وجود إلهين (٦) ؛ لانصراف النفي (٧) [في الخبر عنه ، بخلاف تقدير : «لنا آلهة ثلاثة» ، فإنه لا يثبت وجود إلهين لانصراف النفي] (٧) إلى أصل الإثبات للآلهة.
وفي أجوبة هذه المقدمات نظر.
قلت : وذكر ابن جنّي أن الآية من حذف المضاف ؛ أي ثالث ثلاثة لقوله (٨) في موضع آخر : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) (المائدة : ٧٣).
٣ / ١٣٩
حذف الخبر
نحو : (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) (الرعد : ٣٥) ، أي [وظلها] (٩) دائم.
وقوله في سورة ص بعد ذكر من اقتص ذكره من الأنبياء ، فقال : (هذا ذِكْرٌ) (ص : ٤٩) ثم لما ذكر مصيرهم إلى الجنة وما أعد لهم فيها من النعيم قال : (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) في المخطوطة (فأجيب).
(٣) في المخطوطة (تقدير).
(٤) في المخطوطة (بأن).
(٥) في المخطوطة (أنه).
(٦) في المخطوطة (الآلهة).
(٧) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (كقوله).
(٩) ساقطة من المطبوعة.