٣ / ١٥١ وقوله : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ) (الشعراء : ١٠٥) ، ولو لا ذلك لحذفت التاء ؛ لأنّ القوم مذكّر ، ومنه قول حسّان [رضياللهعنه] (١) :
يسقون من ورد البريص عليهم |
|
بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل (٢). |
بالياء ، أي ماء بردى (٣) ، ولو راعى المذكور لأتى بالتاء.
قالوا : وقد جاء في آية واحدة مراعاة التأنيث والمحذوف ، وهي قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ)] (الأعراف : ٤) (٤) [أنث الضمير في (أَهْلَكْناها) ؛ و (فَجاءَها) ؛ لإعادتهما على القرية المؤنثة ، وهي الثابتة ، ثم قال : (أَوْ هُمْ قائِلُونَ)] (٤) فأتى بضمير من يعقل حملا على «أهلها» المحذوف.
وفي تأويل إعادة الضمير على التأنيث وجهان : أحدهما أنه لما قام مقام المحذوف صارت المعاملة معه. والثاني أن يقدّر في الثاني حذف المضاف ؛ كما قدر في الأول. فإذا قلت : سألت القرية وضربتها ، فمعناه : وضربت أهلها ، فحذف [١٨٩ / أ] المضاف كما حذف من الأول إذ وجه الجواز قائم.
وقيل : هنا مضاف محذوف ، والمعنى (٥) أهلكنا أهلها. وبياتا ، حال (٦) منهم ، أي مبيّتين و (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) (الأعراف : ٤) جملة معطوفة عليها ، ومحلها النصب.
وأنكر الشّلوبين (٧) مراعاة المحذوف ، وأوّل ما سبق على أنه من باب الحمل على المعنى ونقله عن المحققين ؛ لأن القوم جماعة ولهذا يؤنث (٨) تأنيث الجمع ، نحو هي الرجال ؛ وجمع
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) البيت في ديوانه ١ / ٧٤ القصيدة (١٣) ، البيت (١٣) البريص وبردى نهران بدمشق اللسان ٣ / ٨٨ (برد) ، و٧ / ٦ (برص).
(٣) في المخطوطة (بردا).
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (المعنى).
(٦) في المخطوطة (حالا).
(٧) هو عمر بن محمد بن عمر أبو علي الأزدي الإشبيلي تقدم التعريف به في ٢ / ٣٦٤.
(٨) في المخطوطة (يؤنثوا).