ومنه قوله تعالى : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) (يونس : ٢٥) ، أي كلّ أحد (١) ، لأن الدعوة عامة والهداية خاصة.
وأما قوله تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (المطففين : ٣) ، فكال ووزن يتعديان إلى مفعولين : أحدهما باللام ، والتقدير : كالوا لهم ووزنوا لهم ، وحذف المفعول الثاني لقصد التعميم.
وما ذكرناه من كون «هم» منصوبا في الموضع بعد اللام هو (٢) الظاهر ، وقرره ابن الشجري في «أماليه (٣)» ، قال : «وأخطأ بعض المتأولين حيث زعم أن (٤) [«هم»] (٥) ضمير مرفوع أكدت به الواو كالضمير في قولك : «خرجوا هم» ، ف «هم» على هذا التأويل عائد على المطفّفين.
ويدلّ على بطلان هذا القول أمران :
٣ / ١٦٦ أحدهما : عدم ثبوت الألف [بعد الواو] (٦) في «كالوهم» و «وزنوهم» ؛ ولو كان كما قال لأثبتوها في خط المصحف ؛ كما أثبتوها في قوله تعالى : (خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) (البقرة : ٢٤٣) (قالُوا) (٧) لِنَبِيٍّ لَهُمُ (البقرة : ٢٤٦) ونحوه.
والثاني أن تقدم ذكر «النّاس» يدلّ على أنّ الضمير راجع إليهم ؛ فالمعنى : (إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (المطففين : ٢) وإذا كالوا للناس أو وزنوا للناس يخسرون».
وجعل الزمخشريّ (٨) من حذف المفعول قوله (٩) تعالى : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ
__________________
(١) في المخطوطة (واحد).
(٢) في المخطوطة (وهو).
(٣) الأمالي الشجرية ١ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ (فصل حذف الحرف).
(٤) في المخطوطة (أنه).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) ساقطة من المطبوعة.
(٧) تصحفت في المخطوطة إلى (وقالوا).
(٨) الكشاف ١ / ١١٤.
(٩) في المخطوطة زيادة (منه قوله).