وما نعيم أهل الجنة إلا عذاب لهم ، فأطلق لذلك ليكون (١) من الضرب الآتي.
وقوله : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ) (الزمر : ٢٢).
ومنها رعاية الفاصلة ، نحو : (وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (الضحى : ١ ـ ٢ ـ ٣) [١٩٢ / أ] [أي ما قلاك] (٢) ، فحذف [المفعول] (٢) ، لأن فواصل الآي على الألف.
ويحتمل أنه للاختصار لظهور المحذوف [فيما] (٣) قبله ؛ أي أفمن (٤) شرح الله صدره للإسلام كمن أقسى قلبه ؛ فحذف لدلالة : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ) (الزمر : ٢٢).
ومنها البيان بعد الإبهام كما في مفعول المشيئة والإرادة ، فإنهم لا يكادون يذكرونه ، كقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) (البقرة : ٢٠).
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى) (الأنعام : ٣٥).
٣ / ١٦٨ (وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) (النحل : ٩).
(فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) (الشورى : ٢٤).
(مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ) (الأنعام : ٣٩).
(وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) (السجدة : ١٣).
التقدير : لو شاء الله أن يفعل [ذلك] (٥) لفعل.
وشرط ابن النحوية (٦) في حذفه دخول أداة الشرط عليه كما سبق من قوله (٧) : (فَإِنْ (٨) يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) (الشورى : ٢٤).
__________________
(١) في المخطوطة (فيكون).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) في المخطوطة (فمن).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) هو محمد بن يعقوب بن إلياس بدر الدين ابن النحوية الدمشقي صاحب كتاب «إسفار الصباح» تقدم التعريف به في ٣ / ٢٠٩.
(٧) في المخطوطة (وقوله).
(٨) تصحفت في المخطوطة (إن).