تنبيهان
[التنبيه] (١) الأول
يستثنى من هذه القاعدة ثلاثة أمور : أحدها ما إذا كان مفعول المشيئة عظيما أو غريبا ؛ فإنه لا يحذف ، كقوله تعالى : ([لَوْ أَرادَ اللهُ] أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ ...) (٢) (الزمر : ٤) الآية (٣) ، أراد ردّ قول الكفار : «اتخذ الله [ولدا] (٢)» بما يطابقه في اللفظ ؛ ليكون أبلغ في الردّ ، لأنه لو حذفه فقال : «لو أراد الله لاصطفى» لم يظهر المعنى المراد ؛ لأن الاصطفاء قد لا يكون بمعنى التبنّي ، ولو قال : لو أراد الله لاتخذ ولدا لم يكن فيه ما في إظهاره من تعظيم جرم قائله.
ومثله [الإمام أبو العباس الحلبي] (٤) صاحب كتاب «القول الوجيز في استنباط علم البيان من الكتاب العزيز» بقوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) (الأنفال : ٣١). ٣ / ١٧١
وقوله : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) (الشورى : ٢٤). و (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الأنعام : ٣٩). وفيما ذكره نظر.
قلت : (٥) يجيء الذكر في مفعول الإرادة أيضا ، إذا كان (٥) [غريبا] (٦) كقوله تعالى : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) (الأنبياء : ١٧).
الثاني : إذا احتيج لعود الضمير عليه ، فإنه يذكر ، كقوله [تعالى] (٧) : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ) (الأنبياء : ١٧) ، فإنه لو حذف لم يبق للضمير ما يرجع عليه.
__________________
(١) ساقط من المخطوطة.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (إلا أنه).
(٤) الكنية ساقطة من المطبوعة ، وهو أحمد بن يوسف بن عبد الدائم بن محمد أبو العباس الحلبي شهاب الدين المقرئ النحوي المعروف بالسّمين ، نزيل القاهرة تعاني النحو فمهر فيه ولازم أبا حيان إلى أن فاق أقرانه ، وأخذ القراءات عن التقي الصائغ ومهر فيها ، من تصانيفه «تفسير القرآن» و «الدر المصون في إعراب ـ علوم ـ الكتاب المكنون» وشرح التسهيل والشاطبية ت ٧٥٦ ه (ابن حجر ، الدرر الكامنة ١ / ٣٣٩) وكتابه مخطوط منه نسخة بالمكتبة الأزهرية (معجم مصنفات القرآن الكريم ١ / ١١٦).
(٥) عبارة المخطوطة (ويجيء المذكر في مفعول أراد إذا ...).
(٦) ساقطة من المطبوعة.
(٧) ليست في المطبوعة.