تعالى : (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً) (يوسف : ٤٧) ، فدأبا يقدر بالفعل ؛ تقديره : «تدأبون» [ويدأبون] (١) في موضع الحال.
قال أبو عليّ : لا خلاف بين سيبويه وأبي العباس في الحال المحذوف (٢) الذي المصدر منصوب به ، وإنما الخلاف بينهما في القياس ، فسيبويه يذهب إلى السماع ولا يقيس ، والأخفش والمبرّد يقيسان (٣).
حذف المنادى
قوله تعالى : ألا ياسجدوا (النمل : ٢٥) على قراءة الكسائيّ (٤) بتخفيف «ألا» على أنها تنبيه و «يا» نداء ، والتقدير ألا يا هؤلاء اسجدوا لله. ويجوز أن يكون «يا» تنبيها ولا منادى هناك ، وجمع بينهنّ تأكيدا ؛ لأنّ الأمر قد يحتاج إلى استعطاف المأمور واستدعاء إقباله على الأمر.
وأما على قراءة الأكثر بالتشديد ؛ فعلى أنّ أن الناصبة (٥) للفعل دخلت عليها لا النافية ، والفعل المضارع بعدها منصوب ؛ وحذفت النون علامة النصب ، فالفعل هنا معرب [١٩٤ / ب] ، وفي تلك القراءة مبنيّ (٦) ، فاعرفه.
فائدة
كثر في القرآن حذف الياء من المنادى المضاف إلى [ياء] (٧) المتكلم ؛ نحو يا ربّ ، يا قوم ؛ وعلّل ذلك بأن النداء باب حذف ؛ ألا ترى أنه يحذف منه التنوين (٨) وبعض الاسم للترخيم ؛ وجاء فيه إثباتها ساكنة ، كقراءة من قرأ (٩) : يا عبادي فاتّقون (الزمر : ١٦) ،
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) في المخطوطة : (المجرور).
(٣) في المخطوطة (يقيس).
(٤) انظر التيسر : ١٦٧ ـ ١٦٨.
(٥) في المخطوطة (الناصب) بدل (أن الناصبة).
(٦) في المخطوطة (منفي).
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (النون).
(٩) انظر إتحاف فضلاء البشر : ٣٧٥.