وعن قتادة (١) (٢) [أن جوابه : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ)] (٢) (الانشقاق : ٢) يعني أن الواو فيها بمعنى السقوط ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنادَيْناهُ) (الصافات : ١٠٣ ـ ١٠٤) ، أي ناديناه.
حذف الجملة
هي أقسام : قسم هي مسببة عن المذكور ، وقسم هي سبب له ، وقسم خارج عنها (٣) ؛ فالأول : كقوله تعالى : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) (الأنفال : ٨) فإن اللام الداخلة على الفعل لا بدّ لها من متعلّق ، يكون سببا عن مدخول اللام ، فلما لم يوجد لها متعلّق في الظاهر وجب تقديره ضرورة فيقدّر : فعل ما فعل ليحق الحق.
والثاني (٤) : كقوله تعالى : (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) (البقرة : ٦٠) ؛ فإن الفاء ، إنما تدخل على شيء مسبّب عن شيء ، ولا مسبّب إلا له (٥) سبب ، فإذا وجد المسبب ـ ولا سبب له ظاهرا ـ أوجب (٦) أن يقدّر ضرورة ، فيقدر : فضربه فانفجر.
والثالث : كقوله تعالى : (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) (الذاريات : ٤٨) ، أي نحن هم ، أو هم نحو.
وقد يكون المحذوف أكثر من جملة كقوله تعالى : (فَأَرْسِلُونِ* يُوسُفُ ...) (يوسف : ٤٥ ـ ٤٦) الآية ، فإن التقدير : «فأرسلون إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ، فأرسلوه إليه لذلك ، ٣ / ١٩٥ [فجاء] (٧) فقال له : يا يوسف» وإنما قلنا : إنّ هذا الكل محذوف ؛ لأن قوله : (فَأَرْسِلُونِ) (٨) (يوسف : ٤٥) يدل لا محالة على المرسل إليه ، فثبت أن «إلى يوسف» محذوف. ثم إنه لما طلب الإرسال إلى يوسف عند العجز الحاصل للمعبّرين عن تعبير رؤيا الملك دلّ (٩) ذلك على أن المقصود من طلب الإرسال إليه استعباره الرؤيا التي (١٠) عجزوا عن تعبيرها ومنه قوله تعالى : (اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ...) (النمل : ٢٨) الآية ، فأعقب بقوله حكاية عنها : (قالَتْ
__________________
(١) انظر إملاء ما منّ به الرحمن ٢ / ١٥٣.
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (عنهما).
(٤) في المخطوطة (الثاني).
(٥) في المخطوطة (وله).
(٦) في المخطوطة (يجب).
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) تصحفت في المطبوعة إلى (أرسلون).
(٩) في المخطوطة (دون).
(١٠) في المخطوطة (الذي).