الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) (البقرة : ١٧٧) ، وقوله : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) (النساء : ١٦٢) ، أي أمدح.
واعلم أنه إذا كان المنعوت متعيّنا لم يجز تقدير ناصب نعته بأعني (١) ؛ نحو الحمد لله الحميد ؛ بل المقدّر فيه ، (٢) [وفي نحوه أذكر أو أمدح ، فاعرف ذلك. والذم نحو قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) ، (المسد : ٤) في قراءة] (٢) النصب (٣) ، والأخفش ينصب في المدح بأمدح ، وفي الذم بأذمّ.
واعلم أنّ مراد المادح إبانة الممدوح (٤) من غيره ، فلا بدّ من إبانة إعرابه (٥) [عن] (٦) غيره ، ليدلّ اللفظ على المعنى المقصود ، ويجوز فيه النصب بتقدير أمدح ، والرفع على معنى «هو» ؛ ولا يظهران لئلا يصيرا (٧) بمنزلة الخبر.
والذي لا مدح فيه فاختزال العامل فيه واجب ، كاختزاله (٨) [١٩٨ / أ] في «والله لأفعلن» ؛ إذ لو قيل : «أحلف بالله» لكان عدة لا قسما.
٣ / ١٩٩ والعامّ كلّ منصوب دلّ عليه الفعل لفظا ، أو معنى ، أو تقديرا. ويحذف لأسباب :
أحدها : أن يكون (٩) مفسّرا ، كقوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (الانشقاق : ١) ، (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة : ٤٠).
ومنه : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) (القمر : ٢٤). (وَالسَّماءَ رَفَعَها) (الرحمن : ٧). (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (التكوير : ١). (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) (التوبة : ٦). (إِنْ طائِفَتانِ) (الحجرات : ٩) فإنه ارتفع ب «اقتتل» مقدّرا (١٠).
__________________
(١) تصحفت العبارة في المخطوطة إلى (بل نحيي).
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٣) وهي قراءة عاصم بنصب التاء في (حمالة) ، والباقون برفعها. (التيسير : ٢٢٥).
(٤) عبارة المخطوطة (بأنه للممدوح).
(٥) في المخطوطة (إعراب).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (يصير).
(٨) في المخطوطة (لاختزاله).
(٩) في المخطوطة (يقول).
(١٠) في المخطوطة (مقدر).