قوله تعالى : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) (هود : ٦١) ، وليس شيء قبله تراه ناصبا ل «صالحا» (١) ، بل علم بذكر النبي والمرسل إليه أن فيه إضمار «أرسلنا».
وقوله : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) (الأنبياء : ٨١) أي وسخرنا.
ومثله [١٩٩ / ب] : (وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ) (الأنبياء : ٧٦) (وَذَا النُّونِ) (الأنبياء : ٨٧).
وكذا : (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ) (الأنبياء : ٧٨) ، أي واذكر.
قال : ويدل على «اذكر» في هذه الآيات (٢) قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) (الأنفال : ٢٦) ، (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) (الأعراف : ٨٦).
وما قاله ظاهر ، لأنّ (٣) مفعول «اذكر» يكون محذوفا أيضا تقديره : (٤) «واذكروا حالكم» (٤) ونحوه إذا (٥) كان كذا ، وذلك ليكون «إذ» في موضع نصب على الظرف ، ولو لم يقدّر (٦) ذلك المحذوف لزم وقوع «إذ» مفعولا (٧) به ؛ والأصح أنها لا تفارق الظرفية.
***
٣ / ٢٠٧ السابع : المشاكلة ، كحذف (٨) الفاعل في «بسم الله» لأنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه سوى ذكر الله ؛ فلو ذكر (٩) الفعل وهو لا يستغنى عن فاعله كان ذلك مناقضا للمقصود ، وكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى ؛ ليكون المبدوء به اسم الله كما تقول في الصلاة : الله أكبر ، ومعناه «من كل شيء» ، ولكن (١٠) لا تقول هذا المقدّر ليكون اللفظ في اللسان مطابقا لمقصود الجنان (١١) ؛ وهو أن يكون (١٢) في القلب ذكر الله [العظيم] (١٣) وحده. وأيضا فلأنّ الحذف أعمّ من الذكر ؛ فإنّ (١٤) أيّ فعل ذكرته كان المحذوف أعمّ منه ؛ لأن التسمية تشرع عند كل فعل.
__________________
(١) في المخطوطة (صالح).
(٢) في المخطوطة (الآية).
(٣) في المطبوعة (إلا أن).
(٤) تصحفت عبارة المطبوعة إلى (واذكروا أخالكم).
(٥) في المخطوطة (إذ).
(٦) في المطبوعة (يفد).
(٧) في المخطوطة (محذوفا بها).
(٨) في المخطوطة (في حذف).
(٩) في المخطوطة (ذكرت).
(١٠) في المخطوطة (ويمكن).
(١١) في المخطوطة (الخيال).
(١٢) تصحفت في المخطوطة إلى (لا يكون).
(١٣) ليست في المطبوعة.
(١٤) في المخطوطة (فإذن).