يقتصّ منه ، وقد حكاه الحوفيّ (١) في «تفسيره» عن علي بن أبي طالب [رضياللهعنه] (٢) ، وقال : قول عليّ في غاية البلاغة ؛ وقد أجمع الناس على بلاغته وفصاحته (٣) ؛ وأبلغ منه قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) (البقرة : ١٧٩) انتهى (٤) وقد تكلّموا في وجه الأبلغية.
وقد أشار صاحب (٥) «المثل السائر» إلى إنكار ذلك ، وقال : لا نسبة بين كلام الخالق عزوجل وكلام المخلوق ؛ وإنما العلماء يقدحون أذهانهم فيما يظهر لهم من ذلك. وهو كما قال ، وكيف يقابل المعجز بغيره مفاضلة ، وهو منه في مرتبة العجز (٦) عن إدراكه :
وما ذا يقول القائلون إذا بدا |
|
جمال خطاب فات (٧) فهم الخلائق |
وجملة ما ذكروا في ذلك وجوه (٨) :
أحدها أن قوله : (الْقِصاصِ حَياةٌ) (البقرة : ١٧٩) أوجز ؛ فإن حروفه عشرة ، وحروف «القتل أنفى للقتل» أربعة عشر حرفا ، والتاء وألف الوصل ساقطان لفظا ، وكذا التنوين لتمام الكلام المقتضي للوقف.
الثاني : أن قولهم فيه كلفة بتكرير القتل ، ولا تكرير في الآية.
الثالث : أنّ لفظ «القصاص» فيه حروف متلائمة ؛ لما فيه من الخروج من القاف إلى الصاد ، إذ القاف من حروف الاستعلاء ، (٩) [والصاد من حروف الاستعلاء] (٩) والإطباق ؛ بخلاف الخروج من القاف إلى التاء ، التي هي حرف منخفض ، فهو غير ملائم [للقاف] (١٠) ، وكذا ٣ / ٢٢٣ الخروج من الصاد إلى الحاء أحسن من الخروج من اللام إلى الهمزة ، لبعد ما دون (١١) طرف اللسان وأقصى الحلق.
__________________
(١) هو أبو الحسن علي بن إبراهيم تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ٤٠٩.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٣) تقديم وتأخير في المخطوطة. (بلاغته وفصاحته).
(٤) تأخرت في المطبوعة بعد قوله (وجه الأبلغية).
(٥) هو ضياء الدين محمد بن محمد ، ابن الاثير الجزري تقدم التعريف به وبكتابه ٣ / ١٨٩.
(٦) في المخطوطة (المعجوز).
(٧) في المخطوطة (ذات).
(٨) في المخطوطة (وجوها).
(٩) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(١٠) ساقطة من المطبوعة.
(١١) في المخطوطة (بين).