وقد قيل غير ذلك.
وأما زيادة (لكم) ففيها (١) لطيفة ؛ وهي بيان (٢) العناية بالمؤمنين على الخصوص ، وأنهم المراد حياتهم (٣) لا غيرهم ، لتخصيصهم بالمعنى مع وجوده فيمن سواهم [من غير حذف] (٤).
والحاصل أنّ هذا من البيان الموجز الذي لا يقترن به شيء.
***
ومن بديع الإيجاز قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ ...) (الإخلاص : ١ ـ ٢) الآية ، فإنها نهاية التنزيه.
وقوله : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) (الدخان : ٢٥ ـ ٢٦) ، وهذا بيان عجيب يوجب التحذير من الاغترار بالإمهال.
وقوله : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) (الدخان : ٤٠).
وقوله : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ) (الدخان : ٥١) ، وهذا من أحسن الوعد والوعيد.
٣ / ٢٢٦ وقوله : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) (الحجر : ٩٤) ، فهذه ثلاث كلمات اشتملت على جميع [٢٠٣ / ب] ما في (٥) الرسالة.
وقوله : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) (الأعراف : ١٩٩) ، فهذه جمعت مكارم الأخلاق كلّها ؛ لأن في (خُذِ الْعَفْوَ) (الأعراف : ١٩٩) صلة القاطعين ، والصفح عن الظالمين ، وفي الأمر بالمعروف تقوى الله وصلة الأرحام ، وصرف اللسان عن الكذب ، وفي الإعراض عن الجاهلين الصبر والحلم ، وتنزيه النفس عن مماراة السفيه.
وقوله (٦) : (مُدْهامَّتانِ) (الرحمن : ٦٤) ، معناه مسودّتان من شدة الخضرة.
وقوله : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) (البقرة : ٢٨٦).
__________________
(١) في المخطوطة (فيها).
(٢) في المخطوطة (بناء).
(٣) تكررت كلمة (وأنهم) في هذا الموضع.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) في المخطوطة (معاني).
(٦) في المطبوعة (قوله).