النوع الأول ما قدم والمعنى عليه
ومقتضياته كثيرة ، قد يسر الله خمسا وعشرين ، ولله درّ ابن عبدون (١) في قوله :
سقاك الحيا من مغان سفاح (٢) |
|
فكم لي بها من معان فصاح |
أحدها
السبق
٣ / ٢٣٩ وهو أقسام : منها السبق بالزمان والإيجاد ، كقوله تعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ) (آل عمران : ٦٨) قال ابن عطية (٣) : المراد بالذين اتبعوه في زمن الفترة.
وقوله : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) (الحج : ٧٥) ؛ فإن (٤) مذهب أهل السنة تفضيل البشر ، وإنما قدّم الملك لسبقه في الوجود.
وقوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ) (الأحزاب : ٥٩) ؛ فإنّ الأزواج أسبق بالزمان ؛ لأن البنات أفضل منهنّ ، لكونهنّ بضعة منه صلىاللهعليهوسلم.
وقوله : (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) (الفرقان : ٧٤).
__________________
(١) هو عبد المجيد بن عبدون أبو محمد الفهري ، روى عن أبي عاصم بن أيوب والأعلم الشنتمري وابن سراج وكان أديبا شاعرا كاتبا عالما بالخبر والأثر ومعاني الحديث ت ٥٢٠ ه (فوات الوفيات ٢ / ٣٨٨ ، الترجمة رقم ٣٠١ ، والبيت ذكره ابن شاكر ضمن ترجمته ، وجاء صدر البيت عنده :
سقاها الحيا من مغان فساح
(٢) في المخطوطة (فساح).
(٣) هو عبد الحق بن غالب الغرناطي صاحب «المحرر الوجيز» تقدمت ترجمته في ١ / ١٠١.
(٤) في المخطوطة (قال).