(العاشرة) : يوصف الجمع بالمفرد (١) ، قال تعالى : (مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى) (طه : ٤) فوصف الجمع بالمفرد. وقال تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (الأعراف : ١٨٠) فوصف «الأسماء» وهي جمع اسم ، بالحسنى وهو مفرد ، تأنيث الأحسن. وكذلك قوله تعالى : (فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى) (طه : ٥١) فإن (الْأُولى) تأنيث «الأول» وهو صفة لمفرد.
وإنما حسن وصف الجمع بالمفرد ؛ لأن اللفظ المؤنث يجوز إطلاقه على [١٥٠ / أ] جماعة المؤنث ؛ بخلاف [لفظ] (٢) المذكر (٣) [يرد إلى لفظ جماعة المؤنث] (٣) وأما قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) (الفرقان : ١٨) والبور : الفاسد ، فقال الرمّاني (٤) : «هو بمعنى الجمع إلا أنه ترك جمعه في اللفظ ؛ لأنه مصدر وصف».
وقد يوصف الجمع بالجمع ، ولا يوصف مفرد كل منهما بالمفرد ومنه : (فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ) (القصص : ١٥) فثنى الضمير ، ولا يقال في الواحد «يقتتل». ومنه : (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) (آل عمران : ٧) ولا يقال «وأخرى متشابهة».
(الحادية عشرة) : قد تدخل الواو على الجملة الواقعة صفة تأكيدا ، ذكره الزمخشريّ (٥) ، وجعل منه قوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (الحجر : ٤) قال : «الجملة صفة لقرية ، والقياس عدم دخول الواو فيها ؛ كما في قوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ) (الشعراء : ٢٠٨) وإنما توسطت لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف». وقد أنكره عليه ابن مالك والشيخ أبو حيان (٦) وغيرهما ، والقياس مع الزمخشريّ ، لأن الصفة كالحال في المعنى.
وزعم بعضهم أنه لا يؤتى بالواو في الصفات إلا إذا تكررت (٧) النعوت ، وليس كذلك ،
__________________
(١) في المخطوطة (بالجمع).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٤) هو علي بن عيسى أبو الحسن الرماني تقدم ذكره في ١ / ١١١.
(٥) الكشاف ٢ / ٣١٠.
(٦) انظر النهر الماء المطبوع بهامش البحر المحيط ٥ / ٤٤٣ ـ ٤٤٤.
(٧) في المخطوطة (كررت).