ومنه قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) (الكهف : ٢٢) وقوله [تعالى] (١) : (آتَيْنا مُوسى [وَهارُونَ] (١) الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) (الأنبياء : ٤٨) وتقول : جاءني (٢) زيد والعالم.
(الثانية عشرة) : الصفة لا تقوم مقام الموصوف إلا على استكراه ؛ لأنها إنما يؤتى بها للبيان والتخصيص ، أو المدح والذم ، وهذا في موضع الإطالة لا الاختصار ، فصار من باب نقص الغرض. وقال ابن عمرون (٣) : «عندي أن البيان حصل بالصفة والموصوف معا ، فحذف الموصوف ينقص الغرض ، ولأنه ربما أوقع لبسا (٣) ، ألا ترى أن قولك : «مررت بطويل» يحتمل أنه رجل أو قوس (٥) أو غير ذلك ، إلا (٦) إذا ظهر أمره ظهورا يستغنى به عن ذكره ، كقوله تعالى : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ) (الصافات : ٤٨) قال السخاوي (٧) : «ولا فرق في صفة النكرة بين أن يذكر معها أو لا». قال ابن عمرون (٣) : «وليس قوله بشيء».
القسم الثالث
البدل
والقصد به الإيضاح بعد الإبهام ، وهو يفيد البيان والتأكيد ، أما البيان فإنك إذا قلت : «رأيت زيدا أخاك» بيّنت أنك تريد بزيد الأخ لا غير ، وأما التأكيد فلأنه على نية تكرار العامل ، ألا ترى إذا قلت : «ضربت زيدا» جاز أن تكون ضربت رأسه أو يده أو جميع بدنه ؛ ٢ / ٤٥٤
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (جاء).
(٣) هو محمد بن محمد بن أبي علي ، وقد تقدم التعريف به في ٣ / ٢٢.
(٤) اضطربت في المخطوطة إلى (للسا).
(٥) في المخطوطة (فرس).
(٦) في المخطوطة (بما).
(٧) هو علي بن محمد بن عبد الصمد علم الدين السخاوي تقدمت ترجمته في ١ / ٢٠٦.