فإن قلت : فهل يجوز [فيه] (١) أن يكون من تقديم المذكر على المؤنث؟
قلت : هيهات ، الذهب أيضا مؤنث ، ولهذا يصغّر (٢) على ذهيبة ك «قدم» (٣).
ومنه تقديم الصّوف في قوله : (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها) (النحل : ٨٠) ؛ ولهذا احتجّ به بعض الصوفية على اختيار لبس الصوف على غيره من الملابس : وأنه شعار الملائكة في قوله : (مُسَوِّمِينَ) (آل عمران : ١٢٥) قيل : سيماهم يومئذ الصّوف. وعن عليّ ؛ الصوف الأبيض : رواه أبو نعيم في [كتاب] (٤) «مدح الصوف» (٥) ، وقال : إنه شعار الأنبياء. وقال (٦) ابن مسعود : «كانت الأنبياء [عليهمالسلام] (٧) قبلكم يلبسون الصوف» (٨) ؛ وفي الصحيح في موسى عليهالسلام : «عليه عباءة» (٩).
ومنه تقديم الشمس على القمر في قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (الحج : ١٨) ، وقوله : (وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) (١٠) (الفرقان : ٦١) ، ولهذا قال تعالى : (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (يونس : ٥) ؛ والحكماء يقولون : إن نور القمر مستمدّ من نور الشمس ، قال الشاعر :
يا مفردا بالحسن والشّكل |
|
من دلّ عينيك على قتلي |
البدر من شمس الضّحى نوره |
|
والشّمس من نورك تستملي |
وأما قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً* وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (نوح : ١٥ ـ ١٦) فيحتمل وجهين : مناسبة رءوس الآي أو أنّ (١١)
__________________
(١) ساقطة من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (فتقدم).
(٢) في المخطوطة (تصغر).
(٤) ساقطة من المطبوعة.
(٥) الكتاب ذكره في حلية الأولياء ١ / ٢٠ وسماه «كتاب لبس الصوف» ، والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٧٠ وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٦) في المخطوطة (قال).
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب الزهد : ٧٨ من مواعظ عيسى عليهالسلام.
(٩) أخرجه مسلم من حديث ابن عباس رضياللهعنهما بلفظ «وعليه جبة صوف» ، وأوله «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مر بوادي الأزرق فقال ...» «الصحيح» ١ / ١٥٢ ، كتاب الإيمان (١) ، باب الإسراء ... (٧٤) ، الحديث (٢٦٨ / ١٦٦) ، ولكن الحكاية عن سيدنا يونس عليهالسلام ، وهي ضمن حديث عن موسى عليهالسلام.
(١٠) تصحفت في المخطوطة إلى (وجعلنا فيها سراجا وهاجا).
(١١) في المخطوطة (وأن).