الممدوح هنا ب «نعم العبد» هو سليمان عليهالسلام ، وقد تقدّم ذكره ، وكذلك أيوب في الآية الأخرى والمخصوص بالمدح في الآيتين ضمير سليمان وأيوب ، وتقديره : نعم العبد هو إنه أوّاب.
الرابع عشر
للتنبيه (١) على أنه مطلق لا مقيد
كقوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ) (الأنعام : ١٠٠) ، على القول بأن «الله» في موضع المفعول الثاني ل «جعل» ، و «شركاء» مفعول أول ، ويكون «الجن» في كلام ٣ / ٢٦٨ ثان مقدر ، كأنه قيل : فمن جعلوا شركاء؟ قيل : الجن ؛ وهذا يقتضي وقوع الإنكار على جعلهم (٢) «لله شركاء» على الإطلاق ، فيدخل مشركة (٣) غير الجنّ [ولو أخّر] (٤) فقيل : وجعلوا الجنّ شركاء لله ، كان الجنّ مفعولا أولا ، وشركاء ثانيا ، فتكون الشركة مقيّدة غير مطلقة ؛ لأنه جرى على الجنّ ، فيكون الإنكار توجه لجعل المشاركة للجن خاصة ، وليس كذلك وفيه زيادة سبقت.
الخامس عشر
للتنبيه على أن السبب مرتب
كقوله تعالى : (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ) [٢١٢ / أ](وَظُهُورُهُمْ) (التوبة : ٣٥) قدّم الجباه ثم الجنوب ؛ لأن مانع الصدقة في الدنيا كان يصرف وجهه أولا عن السائل ، ثم ينوء بجانبه ، ثم يتولّى بظهره.
السادس عشر
التنقل
وهو أنواع : إما من الأقرب إلى الأبعد ، كقوله [تعالى] (٥) : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا
__________________
(١) في المخطوطة (التنبيه).
(٢) في المخطوطة (وجعلهم).
(٣) في المخطوطة (شر له).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) ليست في المطبوعة.