ومن أمثلته قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ) (الفاتحة : ٦ ـ ٧).
(آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ* رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) (الشعراء : ٤٧ ـ ٤٨). ٢ / ٤٥٦
وقوله : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) (العلق : ١٥ ـ ١٦) وفائدة الجمع بينهما أن الأولى ذكرت للتنصيص على «ناصية» ، والثانية على علة السفع (١) ، ليشمل بذلك ظاهر كلّ ناصية (٢) هذه (٣) صفتها.
ويجوز بدل المعرفة من المعرفة ؛ نحو : (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ) (الفاتحة : ٦ ـ ٧).
وبدل النكرة من المعرفة ، نحو : (بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) (العلق : ١٥ ـ ١٦).
قال ابن يعيش (٤) : ولا يحسن بدل النكرة من المعرفة حتى توصف كالآية ؛ لأن البيان مرتبط بهما جميعا.
والنكرة من النكرة كقوله [تعالى : (إِنَ] (٥) لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً* حَدائِقَ وَأَعْناباً* وَكَواعِبَ أَتْراباً* وَكَأْساً دِهاقاً) (النبأ : ٣١ ـ ٣٤) ، فحدائق وما بعدها (٦) بدل من «مفازا».
ومنه قوله تعالى : (وَغَرابِيبُ سُودٌ) (فاطر : ٢٧) ، فإن «سود» بدل من «غرابيب» لأن الأصل «سود غرابيب» فغرابيب في الأصل صفة لسود (٧) ، ونزع الضمير منها ، وأقيمت مقام الموصوف ، ثم أبدل منها الذي كان موصوفا بها ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً) (آل عمران : ٨٥). وقوله : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) (يوسف : ٢٠) فهذا بدل نكرة (٨) موصوفة من أخرى موصوفة فيها بيان الأولى.
__________________
(١) في المخطوطة (الشفع).
(٢) في المخطوطة (كل ذلك ناصية).
(٣) في المخطوطة (وهذه).
(٤) تصحفت في المخطوطة إلى (ابن مسعود). وابن يعيش تقدم التعريف به في ٢ / ٤٩٧.
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (بعده).
(٧) في المخطوطة (سود).
(٨) في المخطوطة (النكرة).