ومنه قوله تعالى في قصة إبراهيم لما سئل عن كسر الأصنام ؛ وقيل له : أنت فعلته ؛ فقال : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) (الأنبياء : ٦٣) ، قابلهم بهذه المعارضة ليقيم عليهم الحجة ، ويوضّح لهم المحجة.
وكذلك قول نمرود : (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) (البقرة : ٢٥٨) ، أتى باثنين فقتل أحدهما ، وأرسل الآخر ، فإن هذا مغالطة.
الاستطراد
وهو التعريض بعيب انسان بذكر عيب غيره ، كقوله تعالى : (وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ) (إبراهيم : ٤٥).
وكقوله : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) (فصلت : ١٣).
وقوله : (أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ) (هود : ٩٥).
الترديد
وهو أن يعلّق المتكلم لفظة من الكلام [بمعنى] (١) ثم يردّها بعينها ، ويعلّقها بمعنى آخر ، كقوله [تعالى] : (حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ ، اللهُ أَعْلَمُ ...) (الأنعام : ١٢٤) ، الآية ؛ فإنّ الأول مضاف إليه ، والثاني مبتدأ.
وقوله : (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ* يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) (الروم : ٦ ـ ٧).
وقوله : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ، فِيهِ رِجالٌ) (التوبة : ١٠٨).
وقد يحذف أحدها ويضمر ، أولا يلاحظ (٢) ؛ على الخلاف في قوله تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة : ٢).
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) في المخطوطة (يلحظ).