السابع
تغليب الموجود على ما لم يوجد
كقوله [تعالى] : (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) (البقرة : ٤) قال الزمخشريّ : «فإن المراد المنزّل كلّه ، وإنما عبّر عنه بلفظ المضيّ وإن كان بعضه مترقّبا ، تغليبا للموجود على ما لم يوجد» (١).
الثامن
تغليب الإسلام
كقوله تعالى : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ) (الأحقاف : ١٩) قاله الزمخشريّ : «لأن الدّرجات للعلوّ والدركات للسفل ، فاستعمل الدرجات في القسمين تغليبا» (٢).
التاسع
تغليب ما وقع بوجه مخصوص على ما وقع بغير هذا الوجه
كقوله تعالى : (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) (آل عمران : ١٨٢) «ذكر الأيدي [لأنّ أكثر الأعمال] (٣) تزاول بها ، فحصل الجمع بالواقع (٤) بالأيدي ، تغليبا» أشار إليه الزمخشري في آخر آل عمران.
ويشاكله ما أنشده الغزنويّ في (الْعادِياتِ) (٥) لصفية بنت عبد المطلب :
فلا والعاديات غداة جمع |
|
بأيديها إذا سطع الغبار (٦) |
__________________
(١) انظر الكشاف ١ / ٢٣ عند تفسير الآية من سورة البقرة.
(٢) انظر الكشاف ٣ / ٤٤٧ عند تفسير الآية من سورة الأحقاف ، وما ذكره الزركشي ملخص لعبارة الكشاف ، أما نصها (وَلِكُلٍ) من الجنسين المذكورين (دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) أي منازل ومراتب من جزاء ما عملوا من الخير والشر ، ومن أجل ما عملوا منهما ، فإن قلت كيف قيل (دَرَجاتٌ) وقد جاء «الجنة درجات والنار دركات»؟ قلت : يجوز أن يقال ذلك على وجه التغليب لاشتمال كل على الفريقين).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) تصحفت في المخطوطة إلى (بالواو) ، وعبارة الزمخشري (فجعل كل عمل كالواقع بالأيدي على سبيل التغليب) الكشاف ١ / ٢٣٤.
(٥) تصحفت في المطبوعة (العامريات) ، وقوله (لصفية بنت عبد المطلب) تصحفت في المخطوطة إلى (لطيفة بنت عبد الملك).
(٦) البيت ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٨ / ٥٠٣ عند تفسير سورة العاديات ، وصفية هي عمة النبي صلىاللهعليهوسلم