العاشر
تغليب الأشهر
كقوله تعالى : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ) (الزخرف : ٣٨) أراد المشرق والمغرب ، فغلّب المشرق ، لأنه أشهر الجهتين (١) ، قاله ابن الشجري (٢) وسيأتي فيه وجه آخر.
فائدتان
إحداهما :
جميع باب التغليب من المجاز ، لأن اللفظ لم يستعمل فيما وضع له ، ألا ترى أن القانتين موضوع للذكور الموصوفين بهذا الوصف ، فإطلاقه على الذكور والإناث على غير ما وضع له ، وقس على هذا جميع الأمثلة السابقة.
الثانية :
الغالب من التّغليب أن يراعى الأشرف كما سبق ، ولهذا قالوا في تثنية الأب والأم :
أبوان ، وفي تثنية المشرق والمغرب : [٢١٩ / ب] المشرقين ، لأن الشرق دالّ على الوجود ، والغرب دالّ على العدم ، والوجود لا محالة أشرف ، وكذلك القمران ، قال :
لنا قمراها والنجوم الطوالع
أراد الشمس والقمر ، فغلّب القمر لشرف التذكير. وأما قولهم سنّة العمرين ، يريدون أبا بكر وعمر ، قال ابن سيده في «المحكم» (٣) : إنما فعلوا ذلك إيثارا للخفّة ، أي غلّب الأخفّ على الأثقل ، لأن لفظ «عمر» مفرد ولفظ أبي بكر مركب.
__________________
ووالدة الزبير بن العوام أحد العشرة ، وهي شقيقة حمزة وهاجرت مع ولدها الزبير وهي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين قال ابن سعد توفيت في خلافة عمر (ابن حجر الإصابة ٤ / ٣٤٠).
(١) انظر المحيي في كتابه جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين ص ١٢٨ في تثنية (المشرقين) وص ١٢٦ في تثنية (القمرين).
(٢) انظر الأمالي الشجرية ١ / ١٤ المجلس الثاني في تقاسيم التثنية ، وكذلك ما سيذكره الزركشي عن تغليب «العمران» عند ابن الشجري.
(٣) هو علي بن أحمد بن إسماعيل تقدم التعريف به وبكتابه «المحكم» في ١ / ١٥٩.