وذكر أبو عبيد في «غريب الحديث» أن ذلك للشهرة وطول المدة.
وذكر غيرهما أن المراد به عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز (١) ، وعلى هذا فلا تغليب.
وردّ بأنهم نطقوا بالعمرين قبل أن يعرفوا عمر بن عبد العزيز ، فقالوا يوم الجمل لعليّ بن أبي طالب : [أعطنا] (٢) سنّة العمرين.
الالتفات
وفيه مباحث :
الأول : في حقيقته
وهو نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر تطرية واستدرارا (٣) للسامع ، وتجديدا لنشاطه ، وصيانة لخاطره من الملال والضجر ، بدوام (٤) الأسلوب الواحد على سمعه ، كما قيل :
لا يصلح النّفس إن (٥) كانت مصرّفة |
|
إلاّ التنقل من حال إلى حال |
قال حازم في «منهاج البلغاء» (٦) : وهم يسأمون (٧) الاستمرار على ضمير متكلم أو ضمير مخاطب ، فينتقلون من الخطاب إلى الغيبة ، وكذلك أيضا يتلاعب المتكلم بضميره ، فتارة يجعله ياء على جهة الإخبار عن نفسه ، وتارة يجعله كافا [أو تاء] (٨) فيجعل نفسه مخاطبا وتارة يجعله هاء ، فيقيم نفسه مقام الغائب. فلذلك كان الكلام المتوالي فيه ضمير المتكلم والمخاطب لا يستطاب ؛ وإنما يحسن الانتقال من بعضها إلى بعض ، وهو نقل معنويّ لا
__________________
(١) ذكر هذه الأقوال المحبي في كتابه جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين ص ٨١ وص ١٢٥.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (استجرارا للسامع وتسديدا).
(٤) في المخطوطة (وأما الاسلوب الواحد).
(٥) في المخطوطة (لا يصلح النفس إن كانت مصرفة إلى التنقل ...).
(٦) هو أبو الحسن حازم بن محمد بن حسين القرطاجني تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ١٥٥.
(٧) تصحفت في المخطوطة إلى (يسمعون).
(٨) ليست في المطبوعة.