وجعل منه ابن الشجريّ (١) : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (الضحى : ٣) ، وقد سبق أنه على حذف المفعول ، فلا التفات (٢).
الخامس
من الغيبة إلى التكلم
كقوله : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) (الإسراء : ١).
(وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) (فصلت : ١٢).
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) (مريم : ٨٨ ـ ٨٩).
وقوله : ([وَ] (٣) اللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ) (فاطر : ٩) وفائدته أنّه لما كان سوق السحاب إلى البلد [الميت] (٤) إحياء للأرض بعد موتها بالمطر ، دالا على القدرة الباهرة ، والآية العظيمة التي لا يقدر عليها غيره ، عدل عن لفظ الغيبة إلى التكلم ؛ لأنه أدخل في الاختصاص ، وأدلّ عليه وأفخم.
وفيه معنى آخر ، وهو أنّ الأفعال (٥) المذكورة في هذه [الآية] (٦) ، منها ما أخبر به سبحانه بسببه (٧) ؛ وهو سوق السحاب ، فإنه بسوق الرياح ، فتسوقه الملائكة بأمره ، وإحياء الأرض به بواسطة إنزاله ، وسائر الأسباب التي يقتضيها حكمه وعلمه ، وعادته سبحانه في كلّ هذه الأفعال أن يخبر بها بنون التعظيم ، الدالة على أن له جندا وخلقا (٨) قد سخرهم في ذلك ، كقوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة : ١٨) ، أي إذا قرأه رسولنا جبريل. وقوله : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) (طه : ١٠٢).
__________________
(١) انظر الأمالي الشجرية ١ / ٣٢٢ فصل في الحذوف الواقعة بالأسماء والأفعال ، وفي ١ / ٣٢٧ المجلس الموفي الأربعين.
(٢) في المخطوطة زيادة في هذا الموضع هي (وقوله يا أيها الناس).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) في المطبوعة (الأقوال).
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (سبحانه ، أنه بسبب ، وهو ...).
(٨) في المخطوطة (الدالة على أنه خلقا وجندا).