السابع
بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلمه
فيكون التفاتا عنه ، كقوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) (الفاتحة : ٧) بعد (أَنْعَمْتَ) (الفاتحة : ٧) ؛ فإن (١) المعنى «غير الذين غضبت عليهم» ذكره التنوخي (٢) في «الأقصى القريب» والخفاجي (٣) ، وابن الأثير (٤) وغيرهم.
واعلم أنّه على رأي السكاكي (٥) تجيء الأقسام الستة في القسم الأخير ، وهو الانتقال التقديريّ.
وزعم صاحب «ضوء المصباح» (٦) أنه لم يستعمل منها إلا وضع الخطاب والغيبة موضع التكلم ، ووضع التكلم موضع الخطاب ، ومثّل الثالث بقوله : (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) (يس : ٢٢) ، مكان «وما لكم لا تعبدون الذي فطركم».
وجعل بعضهم من الالتفات قوله تعالى : (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ) (البقرة : ١٧٧) ثم قال : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) (البقرة : ١٧٧) ، وقوله : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) (النساء : ١٦٢).
البحث الثالث في أسبابه
اعلم أن للالتفات فوائد عامة وخاصة ؛ فمن العامة التفنّن والانتقال من أسلوب إلى آخر
__________________
(١) في المخطوطة (فالمعنى).
(٢) هو محمد بن محمد التنوخي زين الدين تقدم التعريف به وبكتابه في ٢ / ٤٤٨.
(٣) هو عبد الله بن محمد بن سعيد تقدم التعريف به في ١ / ١٥٣.
(٤) هو نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم ضياء الدين تقدم التعريف به في ٣ / ١٨٩.
(٥) هو يوسف بن أبي بكر أبو يعقوب السكاكي تقدم التعريف به في ١ / ١٦٣.
(٦) هو محمد بن يعقوب بن إلياس المعروف بابن النحوية تقدم التعريف به في ٣ / ٢٠٩ ، وكذلك ذكر ضمن الحاشية التعريف بكتابه «ضوء المصباح» ولكن مما يقتضي التنويه وجود كتاب ثان بهذا العنوان هو «ضوء المصباح» للأسفراييني تاج الدين محمد بن محمد (ت ٦٨٤ ه) ولكنه شرح «المصباح» للمطرزي ملخصا ، وللأسفراييني أيضا شرح أوفى «للمصباح» هو «المفتاح» ثم اختصره فسماه «ضوء المصباح» المتقدم ذكره (حاجي خليفة كشف الظنون ٢ / ١٧٠٨) ، وهناك كتاب عنوانه : «ضوء المصباح» لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الضرير المراكشي ، وهو شرح «المصباح في اختصار المفتاح» أي «مفتاح العلوم» للسكاكي.