إلى أنّ الكتاب (١) إنما هو إليه دون غيره ، ثم التفت بإعادة الضمير إلى الربّ الموضوع موضع المضمر ، للمعنى المقصود من تتميم المعنى.
ومنها : قصد المبالغة ، كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) (يونس : ٢٢) كأنّه يذكر لغيرهم حالهم ، ليتعجّب منها ويستدعي منه (٢) الإنكار والتقبيح لها ؛ إشارة منه على سبيل المبالغة إلى [أنّ] (٣) ما يعتمدونه بعد الإنجاء من البغي في الأرض بغير الحقّ ، ممّا ينكر ويقبح.
***
[و] (٣) منها : قصد الدلالة على الاختصاص ، كقوله : ([وَ] (٣) اللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا [بِهِ]) (٣) (فاطر : ٩) فإنه لما كان سوق السحاب إلى البلد الميت وإحياء الأرض بعد موتها بالمطر دالاّ على القدرة الباهرة التي لا يقدر عليها (٤) غيره ، عدل عن لفظ الغيبة إلى التكلم ؛ لأنه أدخل في الاختصاص وأدلّ عليه : [قال] (٥) «سقنا» و «أحيينا».
***
ومنها : قصد الاهتمام ، كقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ* فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت :١١ ـ ١٢) ، فعدل عن الغيبة في (٦) «قضاهن» (وَأَوْحى) إلى التكلم في (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) للاهتمام بالإخبار عن نفسه ، فإنه تعالى جعل الكواكب في سماء الدنيا للزينة والحفظ ؛ وذلك لأن طائفة اعتقدت في النجوم أنها ليست في [سماء] (٧) الدنيا ، وأنها ليست
__________________
(١) في المخطوطة (إلى إنزال الكتاب).
(٢) في المخطوطة (ويستدعي من الإنكار).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (على غيره).
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (فقضاهن).
(٧) ليست في المخطوطة.