ومثله : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ) (النمل : ٢١) فهما لا ما قسم ـ ثم قال : (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي [بِسُلْطانٍ مُبِينٍ]) (١) ، فليس ذا موضع قسم ؛ لأنه حذر (٢) الهدهد ؛ فلم يكن ليقسم على الهدهد أن يأتي بعذر ، لكنه لما جاء به على أثر ما يجوز فيه القسم أجراه مجراه.
ومنه الجزاء على (٣) الفعل بمثل لفظه نحو : (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ* اللهُ يَسْتَهْزِئُ ٣ / ٣٩٢ بِهِمْ) (البقرة : ١٤ ـ ١٥) أي مجازيهم جزاء الاستهزاء.
وقوله : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) (آل عمران : ٥٤) (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) (التوبة : ٧٩). (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (الشورى : ٤٠).
قواعد (٤) في النفي
قد تقدّم في شرح معاني الكلام جمل من قواعده ؛ ونذكر هاهنا زيادات.
اعلم أنّ نفي الذات الموصوفة قد يكون نفيا للصفة دون الذات ، وقد يكون نفيا للذات.
وانتفاء النهي (٥) عن الذات الموصوفة قد يكون نهيا عن الذات ، وقد يكون نهيا عن الصفة دون الذوات ، قال الله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِ) (الإسراء : ٣٣) ، فإنه نهى عن القتل بغير الحق. وقال [تعالى] : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) (الأنعام : ١٥١).
ومن الثاني قوله : (لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) (المائدة : ٩٥) ، (وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران : ١٠٢) ، أي فلا يكون موتكم إلا على حال كونكم ميّتين على الإسلام ، فالنهي في الحقيقة [عن كونهم] (٦) على خلاف حال الإسلام ؛ كقول القائل : لا تصلّ إلا وأنت خاشع ، فإنه ليس نهيا عن [الصلاة ، بل عن] (٧) ترك الخشوع.
وقوله : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ...) (النساء : ٤٣) الآية.
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) كذا في الأصول ، ولكن عبارة «الصاحبي» (لأنه عذر للهدهد).
(٣) في المطبوعة (عن) والصواب ما في المخطوطة كما في عبارة «الصاحبي».
(٤) في المخطوطة (قاعدة).
(٥) في المخطوطة (النفي).
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) ليست في المخطوطة.