ومنه التوسع في الذم كقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (القلم : ١٠ ـ ١١) إلى قوله : (عَلَى الْخُرْطُومِ) (القلم : ١٦).
التشبيه
٣ / ٤١٤ اتفق الأدباء على شرفه في أنواع البلاغة ، وأنّه إذا جاء في أعقاب المعاني [٢٣٨ / أ] أفادها كمالا ، وكساها حلّة وجمالا ، قال المبرّد (١) في «الكامل» : «هو جار في كلام العرب حتى لو قال قائل : هو أكثر كلامهم لم يبعد».
وقد صنّف فيه أبو القاسم بن البندار البغدادي (٢) كتاب «الجمان في تشبيهات القرآن».
وفيه مباحث :
الأول في تعريفه
وهو إلحاق شيء بذي وصف في وصفه.
وقيل : أن [تثبت] (٣) للمشبّه (٤) حكما من أحكام المشبّه به.
وقيل : الدلالة على اشتراك شيئين في وصف هو من أوصاف الشيء الواحد [في نفسه] (٥) ؛ كالطّيب في المسك ، والضياء في الشمس والنور في القمر. وهو حكم إضافيّ لا يرد (٦) إلا بين الشيئين بخلاف الاستعارة.
__________________
(١) انظر قوله في الكتاب ٢ / ٩٩٦.
(٢) في المطبوعة البنداري البغدادي هو عبد الله وقيل عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا البغدادي المعروف ببندار ، كان أديبا شاعرا لغويا فاضلا بارعا له مصنفات كثيرة منها «ملح الممالحة» و «الجمان في تشبيهات القرآن» وله «ديوان شعر كبير» ت ٤٨٥ ه (ابن خلكان ٣ / ٩٨ ـ ٩٩) بتصرف. وكتابه طبع بتحقيق عدنان زرزور ومحمد رضوان الداية بالكويت وزارة الأوقاف عام ١٣٨٨ ه / ١٩٦٨ م ، وبتحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي ببغداد وزارة الثقافة عام ١٣٨٨ ه / ١٩٦٨ م (معجم المنجد ٣ / ٤٢) ، وطبع بتحقيق مصطفى الصاوي الجويني بالاسكندرية منشأة المعارف عام ١٣٩٦ ه / ١٩٧٦ م (دليل الكتاب المصري عام ١٩٧٦ م ص ٦٣).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (المشبه).
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (يؤذن).