وهذا قريب من الذي قبله ، ويفترقان في أن الأول يقتضي ضرب المثل بما لا يسمع الدعاء والنداء جملة ، ويجب صرفه إلى [غير] (١) الغنم ، وهذا يقتضي ضرب المثل بما لا يسمع الدعاء والنداء جملة ، وإن لم يفهمهما ، والأصنام ـ من حيث كانت (٢) لا تسمع الدعاء جملة ـ يجب أن يكون داعيها وناديها (٣) أسوأ حالا من منادي الغنم. ذكر (٤) ذلك الشريف المرتضى (٥) في كتاب «غرر الفوائد».
ومنه قوله تعالى ؛ (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ ...) (آل عمران : ١١٧) الآية ، وإنما وقع التشبيه على الحرث الذي أهلكته الريح (٦) [يقول أن يجعله على الحرث وصوله إلى الريح التي أهلكت الحرث لما كانت الريح من الأمر بسبب] (٦) ، قيل فيه إضمار ، أي مثل إهلاك ما ينفقون كمثل إهلاك الريح.
قال (٧) ثعلب : فيه تقديم وتأخير ، أي كمثل حرث قوم ظلموا أنفسهم أصابته ريح فيها صرّ فأهلكته.
٣ / ٤٣١ وأما قوله تعالى : ((٨) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ (٨) مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ) (البقرة : ١٦٥) ، فإنّ التقدير : كما يحب المؤمنون الله ، قال : وحذف الفاعل ، لأنه غير ملتبس.
واعترض عليه بأنه لا حاجة لذلك ، فإن المعنى حاصل بتقديره مبنيا للفاعل.
وأجيب بأنه تقدير معنى ، لكن محافظة على اللفظ فلا يقدّر الفاعل ، إذ الفاعل في باب المصدر فضلة ، فلذلك جعله كذلك في التقدير.
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (كان).
(٣) في المخطوطة (ومناديها).
(٤) في المخطوطة (وذكر).
(٥) هو علي بن الحسين بن موسى تقدم التعريف به في ٣ / ٤٢٤ وبكتابه في ٣ / ٤٤٤ وانظر قوله في الكتاب ١ / ٢١٧ ـ ٢١٨.
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (وقال).
(٨) تصحفت في المخطوطة إلى (اتخذوا من دون).