الْحَطَبِ) (المسد : ٤) ، (١) [إذا حملنا الحطب على النميمة فاعتبر اللفظ فقال : «حمالة»] (١) ولم يقل : «رواية» فيلاحظ المعنى.
وأما الاستعارة بالكناية فهي ألاّ يصرّح بذكر المستعار ، بل تذكر بعض لوازمه تنبيها به عليه ، كقوله (٢) : شجاع يفترس أقرانه ، وعالم يغترف منه الناس ، تنبيها على أن الشجاع أسد والعالم بحر.
ومنه المجاز العقلي كلّه عند السكاكي (٣).
٣ / ٤٣٩ ومن أقسامها ـ وهو دقيق ـ أن يسكت عن ذكر المستعار ثم يومى إليه بذكر شيء من توابعه وروادفه ؛ تنبيها عليه ، فيقول : شجاع (٤) يفترس أقرانه ، فنبّهت (٥) بالافتراس على أنك قد استعرت له الأسد.
ومنه قوله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) (البقرة : ٢٧) ، فنبّه بالنقض الذي هو من توابع الحبل وروادفه ، على أنه قد استعار للعهد الحبل لما فيه من باب الوصلة (٦) بين المتعاهدين.
ومنها قوله تعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (الفرقان : ٢٣) ، لأن حقيقته «عملنا» لكن (قَدِمْنا) أبلغ ؛ لأنه يدلّ على أنه عاملهم (٧) معاملة القادم من سفره ؛ لأنه من أجل إمهالهم السابق عاملهم ؛ كما يفعل الغائب عنهم إذا قدم فرآهم على خلاف ما أمر به. وفي هذا تحذير من الاغترار بالإمهال.
وقوله : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ) (الحاقة : ١١) ، لأن حقيقة «طغى» علا ، والاستعارة أبلغ ، لأن «طغى» ، علا قاهرا (٨).
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (كقولك).
(٣) انظر كتابه مفتاح العلوم : ٣٥٩ ، الأصل الثاني من علم البيان في المجاز ، ما هو المجاز.
(٤) في المخطوطة (جواد).
(٥) في المخطوطة (فنبه).
(٦) في المخطوطة (الصلة).
(٧) في المخطوطة (معاملتهم).
(٨) في المخطوطة (فأقهر).