قالوا : إنما نقول مثل ما يقول المسلمون ، فنهي المسلمون عنها (١).
وقوله : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى : ٢٨) فقوله : [(الْوَلِيُ) هو] (٢) من أسماء الله [تعالى] (٣) ، ومعناه الوليّ لعباده (٤) بالرحمة والمغفرة ، وقوله : (الْحَمِيدُ) يحتمل أن يكون من «حامد» لعباده المطيعين ، أو «محمود» في السراء والضراء ، وعلى هذا فالضمير راجع إلى الله سبحانه.
ويحتمل أن يكون الوليّ من أسماء المطر (٥) ، وهو مطر الربيع ، والحميد بمعنى المحمود ، وعلى هذا فالضمير عائد على الغيث.
وقوله : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) (يوسف : ٤٢) ، فإن لفظة «ربك» رشحت لفظة «ربّه» لأن تكون (٦) تورية ؛ إذ يحتمل أنه أراد بها الإله سبحانه والملك ، فلو اقتصر على قوله : (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) (يوسف : ٤٢) ، ولم تدلّ لفظة «ربه» إلا على الإله فلما تقدمت لفظة «ربك» احتمل المعنيين.
تنبيه
كثيرا ما تلتبس التورية بالاستخدام ؛ والفرق (٧) بينهما أن التورية استعمال المعنيين في (٨) اللفظ وإهمال الآخر ؛ وفي الاستخدام استعمالهما معا بقرينتين.
٣ / ٤٤٧ وحاصله أنّ المشترك إن استعمل في مفهومين (٩) معا فهو الاستخدام ؛ وإن أريد أحدهما مع لمح الآخر باطنا فهو التورية.
ومثال الاستخدام قوله تعالى : (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ* يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) (الرعد : ٣٨ ـ ٣٩) ، فإنّ لفظة «كتاب» يراد بها الأمد المحتوم والمكتوب ، وقد توسطت بين
__________________
(١) لتمام الفائدة راجع تفسير الطبري ١ / ٣٧٣ ـ ٣٧٦.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) في المخطوطة (بعباده).
(٥) العبارة في المخطوطة (من أسماء الله المطر). تصحيف.
(٦) في المطبوعة (يكون).
(٧) في المطبوعة (والفراق).
(٨) في المخطوطة (من اللفظ).
(٩) في المخطوطة (مفهوميه).