وقوله (١) : (وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) (غافر : ٤١).
٣ / ٤٥٨
المقابلة
وفيها مباحث :
الأول : في حقيقتها
وهي ذكر الشيء مع ما يوازيه (٢) في بعض صفاته ، ويخالفه في بعضها ، وهي من باب «المفاعلة» ، كالمقابلة والمضاربة ، وهي قريبة من الطباق ؛ والفرق بينهما من وجهين :
الأول : أن الطّباق لا يكون إلا بين الضدّين (٣) غالبا ، والمقابلة تكون لأكثر (٤) من ذلك غالبا.
والثاني : لا يكون الطباق إلا بالأضداد ، والمقابلة بالأضداد وغيرها ؛ ولهذا جعل ابن الأثير (٥) الطّباق أحد أنواع المقابلة.
الثاني : في أنواعها
وهي ثلاثة : نظيريّ ، ونقيضيّ ، (٦) [وخلافيّ. والخلافيّ أتمها في التشكيك ، وألزمها بالتأويل ، والنّقيضيّ] (٦) ثانيها ، والنظيريّ ثالثها.
وذكر الشيخ أبو الفضل يوسف بن محمد النحوي القلعيّ (٧) : أن القرآن كلّه وارد عليها بظهور نكته الحكمية العلمية ، من الكائنات والزمانيات والوسائط الروحانيات والأوائل الإلهيات ؛ حيث اتّحدت من حيث تعددت ، واتصلت من حيث انفصلت ؛ وأنها قد ترد على
__________________
(١) في المخطوطة (ومنه).
(٢) تصحفت في المخطوطة إلى (زيه).
(٣) في المخطوطة (ضدين).
(٤) في المخطوطة (الأكثر).
(٥) هو ابن الأثير الجزري صاحب المثل السائر تقدم التعريف به في ٣ / ١٨٩.
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٧) هو يوسف بن محمد بن يوسف التوزري أبو الفضل المعروف بابن النحوي كان فقيها يميل إلى الاجتهاد من أهل تلمسان أصله من توزر سكن سلجماسة ، وله تصانيف ، نظم «القصيدة المنفرجة» توفي بقلعة بني حماد سنة ٥١٣ ه (التنبكتي ، نيل الابتهاج : ٣٤٩) المطبوع على هامش الديباج.