من ابن المعتز (١) في «بديعه» ، حيث أنكر وجود هذا النوع في القرآن ، وهو من أساليبه.
ومنه قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا) (الأنبياء : ٢٢) ثم قال النحاة : إنّ الثاني امتنع لأجل امتناع الأول ، وخالفهم ابن الحاجب (٢) وقال : الممتنع الأول لأجل [امتناع] (٣) الثاني ؛ فالتعدّد منتف لأجل امتناع الفساد.
وقوله ؛ (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) (يس : ٧٩).
وقوله : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ (٤) [بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ] (٤)) (يس : ٨١).
وقوله حكاية عن الخليل : (وَحاجَّهُ قَوْمُهُ) (الأنعام : ٨٠) إلى قوله : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ) (الأنعام : ٨٣).
وقوله : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (الروم : ٢٧) ؛ المعنى أنّ الأهون أدخل في الإمكان من غيره ؛ وقد أمكن هو ، فالإعادة أدخل في الإمكان من بدء الخلق.
٣ / ٤٦٩ وقوله تعالى : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ [وَلَعَلا]) (٥) ... (المؤمنون : ٩١) الآية ، وهذه حجة عقلية ، تقديرها أنه لو كان خالقان (٦) لاستبدّ كل منهما بخلقه ، فكان الذي يقدر عليه أحدهما لا يقدر عليه الآخر ، ويؤدّي إلى تناهي مقدوراتهما (٧) ؛ وذلك يبطل الإلهية ، فوجب أن يكون الإله واحدا ثم زاد في
__________________
(١) تقدم التعريف به في ٣ / ٥٠٣ وكتابه «البديع» طبع بتحقيق اغناطيوس ترانشكوفسكي بلندن لوزاك عام ١٣٥٤ ه / ١٩٣٥ م ، وأعاد نشره مجمع العلوم الروسي بلننغراد ضمن مجموعة آثار كرانشوفسكي المجلد السادس عام ١٣٨٠ ه / ١٩٦٠ م وأعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنى ببغداد عام ١٣٨٧ ه / ١٩٦٧ م ، وطبع بتحقيق محمد عبد المنعم خفاجي بالقاهرة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي عام ١٣٦٤ ه / ١٩٤٥ م ، وطبع بدار الحكمة بدمشق (ذخائر التراث العربي ١ / ٢٤٣).
(٢) هو أبو عمرو عثمان بن عمر تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦.
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (كانا خالقين).
(٧) في المخطوطة (مقدوريهما).