ترجيحه ؛ وردّه (١) ابن أبي الإصبع (٢) لأن (٣) احتمال التداخل لا يظن إلا بعددين منفصلين لم يأت بهما جملة ، فلو اقتصر على التفصيل احتمل ذلك ؛ فالتقييد مانع من هذا الاحتمال.
وهذا أعجب منه ، فإن مجيء الجملة رافع لذلك الاحتمال.
الحادي عشر : أن حروف السبعة والتسعة مشتبهة ، فأزيل الإشكال بقوله : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) (البقرة : ١٩٦) لئلاّ يقرءوها «تسعة» ، فيصير العدد اثنى عشر. ونظير هذا قوله صلىاللهعليهوسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا» (٤). فإن (٥) التأكيد بمائة إلا واحدا (٦) ، لإزالة إلباس التسعة والتسعين بالسبعة والسبعين لكن مثل هذا مأمون في القرآن ؛ لأن الله حفظه.
القسم التاسع
وضع الظاهر موضع المضمر
لزيادة التقرير ؛ والعجب أن البيانيين لم يذكروه في أقسام الإطناب.
ومنه بيت «الكتاب (٧) :
إذا الوحش ضمّ الوحش في ظللاتها (٨) |
|
سواقط من حرّ وقد كان أظهرا (٩). |
__________________
(١) في المخطوطة (وردده).
(٢) هو عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر الأديب أبو محمد زكي الدين ابن أبي الأصبع العدواني المصري شاعر مشهور إمام في الأدب له تصانيف حسنة في الأدب وشعره رائق من تصانيفه «بدائع القرآن» ، و «تحرير التحبير» في علم البديع و «خواطر السوانح في أسرار الفواتح» وغير ذلك ت ٦٥٤ ه بمصر (الكتبي ، فوات الوفيات ٢ / ٣٦٣).
(٣) في المطبوعة (بأن).
(٤) متفق عليه من حديث أبي هريرة ، أخرجه البخاري في الصحيح ١٣ / ٣٧٧ ، كتاب التوحيد (٩٧) ، باب إن لله مائة اسم إلا ... (١٢) ، الحديث (٧٣٩٢). وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢٠٦٣ ، كتاب الذكر ... (٤٨) ، باب في أسماء الله تعالى ... (٢) ، الحديث (٦ / ٢٦٧٧).
(٥) تصحفت في المطبوعة إلى (فائدة).
(٦) تصحفت في المخطوطة إلى (واحد).
(٧) كتاب سيبويه ١ / ٦٣. باب ما أجري مجرى ليس في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز ثم يصير إلى أصله والبيت للنابغة الجعدي انظر ديوانه ص ٧٤. (طبعة المكتب الإسلامي).
(٨) في المخطوطة (طلالتها).
(٩) في المخطوطة (أظهر).