البرهان في علوم القرآن [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في البرهان في علوم القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

البرهان في علوم القرآن [ ج ٣ ]

التحرك والاهتداء للثدي ، والثانية بعد البلوغ ، قاله ابن الحاجب (١) ، ويؤيد الغيرية (٢) التنكير.

ونحوه قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ...) (الإسراء : ٧٨) الآية ، لو قال : «إنه» لأوهم عود الضمير إلى الفجر.

وقوله [تعالى] (٣) : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) (النحل : ١١١) ، فلم يقل «عنها» لئلا يتحد الضميران فاعلا ومفعولا ؛ مع أن المظهر (٤) السابق لفظ النفس ، فهذا أبلغ من «ضرب زيد نفسه».

وكقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) (يوسف : ٧٦) ، وإنما حسن إظهار الوعاء مع أنّ الأصل «فاستخرجها منه» لتقدم ذكره ، لأنه لو قيل ذلك لأوهم عود الضمير على الأخ ، فيصير كأن الأخ مباشر لطلب (٥) خروج الوعاء ؛ وليس كذلك لما في المباشرة من الأذى (٦) الذي تأباه النفوس (٧) الأبية ، فأعيد لفظ الظاهر لنفي هذا.

وإنما لم يضمر الأخ فيقال : «ثم استخرجها من وعائه» لأمرين.

أحدهما : أن ضمير الفاعل في (اسْتَخْرَجَها) ليوسف عليه‌السلام ، فلو قال : «من وعائه» لتوهم أنه يوسف ، لأنه أقرب مذكور فأظهر لذلك.

والثاني : أن الأخ مذكور مضاف إليه ؛ ولم يذكر فيما تقدم مقصودا بالنسبة الإخبارية ، فلما احتيج إلى إعادة ما ، وأضيف إليه أظهره أيضا.

وقوله [تعالى] (٨) : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ) (المزمل : ١٤)

__________________

(١) هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن يونس تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦.

(٢) اضطربت في المخطوطة إلى (العربة).

(٣) ليست في المخطوطة.

(٤) في المخطوطة (المضمر).

(٥) في المخطوطة (بطلب).

(٦) في المخطوطة (الأدا).

(٧) في المخطوطة (النفس).

(٨) ليست في المخطوطة.