التحرك والاهتداء للثدي ، والثانية بعد البلوغ ، قاله ابن الحاجب (١) ، ويؤيد الغيرية (٢) التنكير.
ونحوه قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ...) (الإسراء : ٧٨) الآية ، لو قال : «إنه» لأوهم عود الضمير إلى الفجر.
وقوله [تعالى] (٣) : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) (النحل : ١١١) ، فلم يقل «عنها» لئلا يتحد الضميران فاعلا ومفعولا ؛ مع أن المظهر (٤) السابق لفظ النفس ، فهذا أبلغ من «ضرب زيد نفسه».
وكقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) (يوسف : ٧٦) ، وإنما حسن إظهار الوعاء مع أنّ الأصل «فاستخرجها منه» لتقدم ذكره ، لأنه لو قيل ذلك لأوهم عود الضمير على الأخ ، فيصير كأن الأخ مباشر لطلب (٥) خروج الوعاء ؛ وليس كذلك لما في المباشرة من الأذى (٦) الذي تأباه النفوس (٧) الأبية ، فأعيد لفظ الظاهر لنفي هذا.
وإنما لم يضمر الأخ فيقال : «ثم استخرجها من وعائه» لأمرين.
أحدهما : أن ضمير الفاعل في (اسْتَخْرَجَها) ليوسف عليهالسلام ، فلو قال : «من وعائه» لتوهم أنه يوسف ، لأنه أقرب مذكور فأظهر لذلك.
والثاني : أن الأخ مذكور مضاف إليه ؛ ولم يذكر فيما تقدم مقصودا بالنسبة الإخبارية ، فلما احتيج إلى إعادة ما ، وأضيف إليه أظهره أيضا.
وقوله [تعالى] (٨) : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ) (المزمل : ١٤)
__________________
(١) هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن يونس تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦.
(٢) اضطربت في المخطوطة إلى (العربة).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (المضمر).
(٥) في المخطوطة (بطلب).
(٦) في المخطوطة (الأدا).
(٧) في المخطوطة (النفس).
(٨) ليست في المخطوطة.