مع أنه بريء من ذلك بقوله بعده (إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي) (يوسف : ٥٣) ، وقوله : (إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف : ٥٣) ولم يقل : «إنه» إما للتعظيم وإما للاستلذاذ.
وقوله تعالى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (النجم : ٢٨).
وقوله تعالى : (وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها) (الشورى : ٤٨) [ثم] (١) قال : (فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ) (الشورى : ٤٨) ولم يقل : «فإنه» مبالغة في إثبات أنّ هذا الجنس شأنه كفران النعم.
الثاني عشر : قصد الخصوص :
كقوله تعالى : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) (الأحزاب : ٥٠) ، ولم يقل : «لك» لأنه لو أتى بالضمير لأخذ جوازه لغيره ، كما في قوله تعالى : (وَبَناتِ عَمِّكَ) (الأحزاب : ٥٠) ، فعدل عنه إلى الظاهر للتنبيه على الخصوصية وأنه ليس لغيره ذلك.
الثالث عشر : مراعاة التجنيس
ومنه : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ...) السورة (الناس : ١) ، ذكره (٢) الشيخ عز الدين ابن عبد السلام رحمهالله. ٢ / ٤٩٦
الرابع عشر : أن يتحمل ضميرا لا بدّ منه.
كقوله : (أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها) (الكهف : ٧٧).
الخامس عشر : كونه أهم من الضمير
كقوله تعالى : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) (البقرة : ٢٨٢). وقال بعضهم : إنما أعيدت (إِحْداهُما) لتعادل الكلم وتوازن الألفاظ (٣) [في التركيب ؛ وهو المعنى في الترصيع البديعيّ بل هذا أبلغ من الترصيع ، فإن الترصيع توازن الألفاظ] (٣) من حيث صيغها ، وهذا من حيث تركيبها ؛ فكأنه ترصيع معنويّ ، وقلما يوجد إلا في نادر من الكلام ، وقد استغرب أبو الفتح (٤) ما حكي عن المتنبي في قوله :
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (ذكرها).
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٤) ابن جني.