وقد صارت الأجفان قرحى من البكا |
|
وصار بهارا في الخدود الشقائق (١). |
٢ / ٤٩٧ قال : سألته : هل هو «قرحى (٢)» أو «قرحا» منوّن؟ (٣) [فقال لي : «قرحا» منوّن] (٣) ، ألا ترى أن بعدها «وعادت بهارا»! قال : يعني أن «بهارا» : جمع بهار ، وقرحى : جمع قرحة ، ثم أطنب في الثناء على المتنبي ، واستغرب فطنته لأجل هذا.
وبيان ما ذكرت في الآية أنها متضمنة لقسمين : قسم الضلال وقسم التذكير ، فأسند الفعل الثاني إلى ظاهر حيث أسند الأول ، ولم يوصل بضمير مفصول لكون الأول لازما ، فأتى بالثاني على صورته من التجرد عن المفعول ، ثم أتى به خبرا بعد اعتدال الكلام وحصول التماثل في تركيبه.
ولو قيل : إن المرفوع حرف لكان أبلغ في المعنى المذكور ، ويكون الأخير بدلا أو نعتا على وجه (٤) البيان ، كأنه (٥) قال : «إن كان ضلال من إحداهما (٦) كان تذكير من الأخرى» ، وقدم على «الأخرى» لفظ «إحداهما» ليسند [١٥٨ / أ] الفعل الثاني إلى مثل ما أسند إليه الأول لفظا ومعنى. والله أعلم.
السادس عشر كون ما يصلح للعود ولم يسق الكلام [له] (٧).
كقوله : (رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ) (الأنعام : ١٢٤) ، وكقول الشاعر :
تبكي على زيد ولا زيد مثله |
|
بريء من الحمّى سليم الجوانح (٨). |
__________________
(١) البيت تصحف صدره وعجزه في المطبوعة إلى (وقد عادت ... وعادت بهارا ...) والتصويب من الديوان بشرح أبي البقاء العكبري ٢ / ٣٤٢. وتجد في الشرح ما جرى بينه وبين ابن جني. والبهار. زهر أصفر ، والشقائق : جمع شقيقة وهي زهر أحمر ينسب إلى النعمان. وقرحى : بغير تنوين جمع قريح كجرحى وجريح.
(٢) تصحفت في المخطوطة إلى (فرحي).
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (جهة).
(٥) في المخطوطة (فإنه).
(٦) في المخطوطة (أحدهما).
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) البيت في خزانة الأدب للبغدادي ٢ / ٩٨. ولم ينسبه لأحد.