«فعلانة» لأنه اسم مختص بالله تعالى فلا مؤنث له من لفظه ، فإذا عدم ذلك رجع فيه إلى القياس ، وكلّ ألف ونون زائدتان فهما محمولتان على منع الصرف.
قال الجوينيّ (١) : «وهذا فيه ضعف في الظاهر ، وإن كان حسنا في الحقيقة ، لأنه إذا لم يشبه «غضبان» ولم يشبه «ندمان» من جهة التأنيث فلما ذا ترك صرفه ، مع أن الأصل الصرف ، بل كان ينبغي أن يقال : ليس هو كغضبان ؛ فلا يكون غير منصرف ، ولا يصحّ أن يقال : ليس هو كندمان فلا يكون منصرفا ، لأنّ الصرف ليس بالشبه ، إنما هو بالأصل وعدم الصّرف بالشبه ولم يوجد».
قلت : والتقدير الذي نقلناه عن ابن عسكر (٢) يدفع هذا عن الزمخشريّ ، نعم أنكر ابن مالك على ابن الحاجب تمثيله ب «رحمن» لزيادة الألف والنون في منع الصرف ، وقال : لم يمثل به غيره ، ولا ينبغي التمثيل به ، فإنه اسم علم بالغلبة لله [تعالى] (٣) مختص به ، وما كان كذلك لم يجرّد من «أل» ولم يسمع مجردا إلا في النداء قليلا ، مثل يا رحمن الدنيا ، ورحيم الآخرة.
قال : وقد أنكر على الشاطبي : [رحمهالله] (٤).
تبارك رحمانا رحيما وموئلا (٥)
لأنّه أراد الاسم المستعمل بالغلبة.
ولم يحضر الزمخشري هذا الجواب ؛ فذكر انه من تعنتهم في كفرهم كما سبق.
وأما «فعيل» فعند النحاة أنّه من صيغ المبالغة والتكرار ، كرحيم ، وسميع ، وقدير ، وخبير ، وحفيظ ، وحكيم ، [وحليم] (٦) وعليم ؛ فإنه محوّل عن «فاعل» بالنسبة ، وهو إنما (٧) [يكون] (٦) كذلك للفاعل لا للمفعول (٨) به ، بدليل قولهم : قتيل وجريح ، والقتل لا يتفاوت.
__________________
(١) تقدم التعريف به في ١ / ١١٨.
(٢) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (عساكر).
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) مطلع أرجوزته المسماة حرز الأماني ووجه التهاني وهو عجز بيت صدره : بدأت بسم الله في النّظم أوّلا انظر ص ٩ بشرح أبي شامة.
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (أنهما).
(٨) في المخطوطة (المفعول).