وقد يجيء في معنى الجمع كقوله تعالى : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (النساء : ٦٩) ، وقوله : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (التحريم : ٤) ، وقوله : (خَلَصُوا نَجِيًّا) (يوسف : ٨٠) ، وغير ذلك.
ومن المشكل : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) (مريم : ٦٤) ، فإن النفي متوجّه (١) على الخبر وهو صيغة مبالغة ، ولا يلزم من نفي المبالغة نفي أصل الفعل ؛ فلا يلزم نفي أصل النسيان ، وهو كالسؤال الآتي في (ظلام للعبيد).
ويجاب عنه بما سيأتي من الأجوبة. ويختص هذا بجواب آخر ؛ وهو مناسبة رءوس الآي قبله.
وأما فعّال ، فنحو : غفّار ، ومنان ، وتوّاب ، ووهّاب ، (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) (البروج : ١٦). (عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة : ١١٦) ، ونحو : (لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم : ٥) ، ونحو : (نَزَّاعَةً لِلشَّوى) (المعارج : ١٦). ٢ / ٥١١
ومن المشكل قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت : ٤٦) وتقريره (٢) أنه لا يلزم [١٦٠ / ب] من نفي الظلم بصيغة المبالغة نفي أصل الظلم ، والواقع نفيه ، قال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً) (يونس : ٤٤) ، (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) (النساء : ٤٠).
وقد أجيب عنه باثني عشر جوابا (٣) :
أحدها : أن «ظلاما» وإن كان يراد (٤) به الكثرة لكنه [جاء] (٥) في مقابلة العبيد وهو جمع كثرة ، إذا قوبل بهم [الظلم] (٥) كان كثيرا.
ويرشح هذا الجواب أنّه سبحانه وتعالى قال في موضع آخر : (عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة : ١١٦) ، فقابل صيغة [«فعال»] (٥) بالجمع ، وقال في موضع آخر : (عالِمُ الْغَيْبِ) (الجن : ٢٦) فقابل صيغة (٦) «فاعل» الدالة على أصل الفعل بالواحد.
__________________
(١) في المخطوطة (يتوجه).
(٢) في المخطوطة (وتقديره).
(٣) لم يذكر المصنف فيما يلي سوى أحد عشر جوابا.
(٤) في المخطوطة (المراد).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (بصيغة).