العاشر : أنه لما كان صفات الله تعالى صيغة المبالغة [فيها وغير المبالغة] (١) سواء في الإثبات جرى النفي على ذلك.
الحادي عشر : أنه قصد التعريض بأن ثمة ظلاّما للعبيد من ولاة الجور.
٢ / ٥١٤ وأما «فعال» بالتخفيف والتشديد ، نحو عجاب وكبار ، قال تعالى : (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) (ص : ٥) ، وقال : (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً) (نوح : ٢٢) ، قال المعري (٢) في «اللاّمع العزيزي» : (٣) «فعيل» إذا أريد به المبالغة نقل به إلى «فعال» وإذا أريد به الزيادة شدّدوا فقالوا : «فعّال» ، ذلك من عجيب وعجاب وعجّاب ، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي : (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) (ص : ٥) بالتشديد ، وقالوا : طويل وطوّال ؛ ويقال : نسب قريب ، وقراب ، وهو أبلغ ، قال الحارث بن ظالم (٤) :
وكنت إذا رأيت بني لؤيّ |
|
عرفت الودّ والنسب القرابا |
وأما فعول : كغفور ، وشكور ، وودود ، فمنه قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ) [١٦١ / أ](كَفَّارٌ) (٥) (إبراهيم : ٣٤).
وقوله تعالى في نوح : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) (الإسراء : ٣).
وقد أطربني قوله تعالى : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ : ١٣) فقلت : الحمد لله الذي [ما] (٥) قال : «الشاكر».
فإن قيل : قوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان : ٣) ، كيف غاير بين الصفتين وجعل المبالغة من جانب الكفران؟.
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) أبو العلاء ، وكتابه قال القفطي عنه في إنباء الرواة ١ / ١٠٠ «كتاب الفتحي ويعرف «باللامع العزيزي» في شرح غريب شعر المتنبي ، عمل للأمير عزيز الدولة ، أبي الدوام ثابت بن الأمير تاج الأمراء ... ، مقداره مائة وعشرون كراسة». وانظر (معجم الأدباء ٣ / ١٦٢).
(٣) زيادة في المخطوطة في هذا الموضع لا محل لها وهي (فعول).
(٤) هو الحارث بن ظالم بن غيظ المري أبو ليلى ، أشهر فتاك العرب في الجاهلية نشأ يتيما قتل أبوه وهو طفل ، وشب في نفسه أشياء من قاتل والده وآلت إليه سيادة غطفان وكان له في كل حي يأوي إليه حادثة وشاع خبره في القبائل فتحامت العرب شره ، وانطلق فجعل يطوف في البلاد حتى وصل إلى الشام فقتل في حوران نحو ٢٢ ق ه. (الأعلام ٢ / ١٥٦).
(٥) ساقطة من المخطوطة.