قلت : هذا سأله الصاحب بن عباد للقاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي ، فأجاب بأن نعم الله على عباده كثيرة ، وكلّ شكر يأتي في مقابلتها قليل ، وكلّ كفر يأتي في مقابلتها عظيم ، فجاء شكور (١) بلفظ «فاعل» وجاء كفور (٢) [بلفظ] (٣) «فعول» على وجه المبالغة. فتهلّل وجه الصاحب.
وأما فعل : فكقوله تعالى : (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) (الشعراء : ٥٦).
وقوله [تعالى] (٤) : (كَذَّابٌ أَشِرٌ) (القمر : ٢٥) ، قرن «فعلا» بفعّال.
وأما فعل : فيكون صفة ، كقوله تعالى : (أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) (البلد : ٦) ، [اللّبد] (٤) : الكثير (٥).
وقوله [تعالى] (٤) : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ) (المدثر : ٣٥).
ويكون [مصدرا] (٦) كهدى وتقى ، ويكون معدولا عن أفعل من كذا ، كقوله تعالى : (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) (آل عمران : ٧) وقوله [تعالى : (فَعِدَّةٌ] (٦) مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (البقرة : ١٨٤) ، كما قال : (أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى) (الأنعام : ١٩).
وأما فعلى : فيكون اسما ، كالشّورى والرجعى ، قال الله تعالى : (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) (العلق : ٨) ، وقال تعالى : (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) (التوبة : ٤٠).
ويكون صفة كالحسنى في تأنيث الأحسن ، والسوأى في تأنيث الأسوأ ، قال [تعالى] (٧) : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى [أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ]) (٧) (الروم : ١٠).
قال الفارسيّ : يحتمل السوأى تأويلين.
٢ / ٥١٦ أحدهما : أن يكون تأنيث «الأسوأ» ، والمعنى كان عاقبتهم لخلة (٨) السوأى ، فتكون [«السوأى»] (٩) على هذا خارجة من الصلة ، فتنصب على الموضع ، وموضع «أن»
__________________
(١) في المخطوطة (شكر).
(٢) في المخطوطة (كفر).
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (الكسر).
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) ليست في المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (الخلة).
(٩) ليست في المخطوطة.