ومنه : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) (النحل : ٢) ، والمراد جبريل.
وقوله : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء : ٥٤) ؛ والمراد محمد صلىاللهعليهوسلم.
وقوله : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) (آل عمران : ١٧٣) ؛ والمراد بهم ابن مسعود الثقفي (١) ؛ وإنما جاز إطلاق لفظ «الناس» على الواحد ؛ لأنه إذا قال الواحد قولا وله أتباع ٣ / ٨ يقولون مثل قوله ، حسن إضافة ذلك الفعل إلى الكل ، قال الله تعالى : (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها) (البقرة : ٧٢) ، (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) (البقرة : ٥٥) والقائل ذلك رءوسهم. وقيل : «المراد بالناس ركب من عبد القيس دسّهم أبو سفيان إلى المسلمين وضمن لهم عليه جعلا» (٢) ، قاله ابن عباس وابن إسحاق وغيرهما.
القسم الثالث عشر
إطلاق لفظ التثنية والمراد الجمع
كقوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) (الملك : ٤) فإنّه وإن كان لفظه (٣) لفظ التثنية فهو جمع ، والمعنى «كرات» لأنّ البصر لا يحسر إلا بالجمع (٣).
وجعل منه بعضهم قوله تعالى : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) (البقرة : ٢٢٩).
القسم الرابع عشر
التكرار على وجه التأكيد
وهو مصدر كرر إذا ردّد وأعاد ؛ هو «تفعال» بفتح التاء ؛ وليس بقياس ، بخلاف التفعيل.
__________________
(١) هو نعيم بن مسعود بن عامر ، أبو سلمة الأشجعي رضياللهعنه. صحابي مشهور. له ذكر في البخاري أسلم ليالي الخندق ، وهو الذي أوقع الخلاف بين الحيّين قريظة وغطفان في وقعة الخندق ، قتل في أول خلافة الامام علي رضياللهعنه قبل قدومه البصرة في وقعة الجمل ، وقيل في خلافة عثمان (ابن حجر الإصابة في تمييز الصحابة ٣ / ٥٣٨).
(٢) الخبر ورد ذكره في السيرة النبوية لابن هشام ٣ / ١٠٣ (بتحقيق مصطفى السقا وآخرين). عقب غزوة أحد.
(٣) في المخطوطة ( ... التثنية على معنى كرات لأنّ البصر لا يحسر إلا بالجمع).