خلقه فيها.
(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ)
وهي الجبال.
(أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)
لكي تحافظ على توازن الأرض ، وتمنع عنها الحركات ، وسميت بالرواسي تشبيها لها بالمرساة ، التي تثبت السفينة في البحر. فالجبال التي تتصل ببعضها من تحت الأرض يجعلها شبيهة بدرع صخري متين ، تمنع عن الأرض الهزات الهائلة التي ـ كانت ـ لو لا الجبال تحول الأرض الى ارجوحة لا تتوقف ، وذلك بفعل الغازات الكثيرة الموجودة في وسط الكرة الترابية ، والتي منها تأتي الزلازل وانفجار البراكين.
من جهة أخرى كانت جاذبية القمر تجعل الأرض لو لا الجبال كسطح البحار خاضعة لقانون المد والجزر ، كما ان اعتدال الهواء منوط بوجود الجبال ، ولولاها لكان البرد القارص والحرّ الشديد يجعل الحياة صعبة ، كما أن الرياح الشديدة كانت تلعب فوق الكرة كما في الفلوات الواسعة ، وتجعلها ميدان جولاتها الخطيرة.
على ان في الجبال منابع الماء ، وفي داخلها مخازن حفظ المياه من مواسم المطر الى أيام الصيف ، وفي بطونها معادن لمختلف الفلزات والأحجار الكريمة وسائر ما يحتاج اليه البشر.
أو ليس كل ذلك دليل قدرة الله ، ومتين صنعه ، وحسن تقديره وتدبيره؟!
(وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ)