وبعد الولادة تستمر رضاعتها له عامين ـ كحالة طبيعية ـ يمتص فيهما من طاقة أمه وقدراتها غذاؤه ، كما تسقيه من عطفها وتربيتها الكثير.
(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)
وإذا كان شكر نعمة الوالدين هو الوفاء بحقّيهما ، فان شكر الله هو ان يفي الإنسان بحقوق الوالدين في اطار أوامر الله ، وتعاليم دينه ، فالشكر للوالدين واجب شرعيّ على الولد ، ولكن بشرط ان لا يفقد استقلاله تجاههما لان ذلك يخالف روح التوحيد.
ان توحيد الله يقتضي معرفة انه سبحانه صاحب كل نعمة عليه ، فيحمده عليه ، جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق عليه السلام قال :
«أوحى الله عز وجل الى موسى : يا موسى! اشكرني حق شكري ، فقال : يا رب وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلّا وأنت أنعمت به علي ، قال : يا موسى! الآن شكرتني حين علمت ان ذلك مني» (٨)
اما إذا شكر الفرد ربه ولم يشكر والديه فقد خالف تعاليم دينه ، وبالتالي خرج عن اطار توحيد الله أيضا ، وهكذا ورد الحديث المروي عن الامام الرضا (عليه السلام):
«وأمر الله بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله تعالى» (٩)
وهكذا كل منعم من الناس من ترك حقه من الشرك فقد ترك شكر الله أيضا ،
__________________
(٨) المصدر / ص (٢٠١).
(٩) المصدر.