كذلك جاء في الحديث المأثور عن الامام الرضا (عليه السلام):
«من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل» (١٠)
(١٥) صحيح ان الوالدين هما القناة التي تنتقل عبرها المكاسب المادية ، والخبرات الحضارية للإنسان ، ولكن لا يصح ان يستقبل الإنسان كلما تحمله هذه القناة اليه من غث وسمين ، لأنها كما تحمل ايجابيات الحضارة التاريخية أو القائمة ، تنقل اليه أيضا السلبيات ، لذلك يؤكد الرب :
(وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما)
اذن على الإنسان ان يكون ذكيّا ، يستفيد من المكاسب والمغانم الحضارية القادمة اليه عبر والديه من التاريخ أو المجتمع ، ويترك السلبيات لأنهما ـ على فطرتهما ـ يغذيان الطفل بشتى الأفكار الواقعية والخرافية ، الايجابية والسلبية ، دونما تمييز على الأغلب ، وهما بذلك يحاولان فرضها على ولدهما ، وهنا تقع على الفرد نفسه مسئولية مقاومة الضغط ولكن بمعروف.
(وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً)
يقول الرسول (ص):
«كل مولود يولد على الفطرة ، حتى يكون أبواه يهوّدانه وينصرانه» (١١)
فاذا ما قاوم الابن الأفكار الخاطئة استطاع النمو على الفطرة ، لأنه بذلك يبعدها
__________________
(١٠) المصدر.
(١١) بحار الأنوار / ج (٣) / ص (٢٨١).