عما يدنسها من الأفكار الخاطئة ، والتوجيهات السقيمة ، وذلك لا يعني بالضرورة التعدي على الأبوين ، فقد جاء في الحديث :
«ثلاثة لا يدخلون الجنة : قاطع رحم ، وعاق لوالديه ، وشيخ زان»
وهنا تستوقفني مسألة وهي : اني لا أعلم من اين استخرج البعض انه تجب طاعة الوالدين طاعة مطلقة ، بينما تخالف النصوص الاسلامية صراحة ذلك ، فهي تأمر بالشكر والإحسان لهما ، أما الطاعة فهي لله ، ولمن أمر الله بطاعته ، وولاية الوالدين التي تشير لها بعض النصوص لا تكون الا ضمن الحدود الشرعية.
من هنا نقرأ في كتاب مصباح الشريعة : ان الامام الصادق (ع) قال :
«بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله ، إذ لا عبادة أسرع بلوغا بصاحبها إلى رضا الله تعالى من حرمة الوالدين المسلّمين لوجه الله ، لانّ حق الوالدين مشتق من حقّ الله تعالى ، إذا كانا على منهاج الدين والسنة ، ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله إلى معصيته ، ومن اليقين إلى الشك ، ومن الزهد إلى الدنيا ، ولا يدعو انه إلى خلاف ذلك ، فاذا كانا كذلك فمعصيتهما طاعة ، وطاعتهما معصية» (١٢)
ولكن السؤال هو : إذا ما ترك الإنسان والديه عند شركهما فالى من يتجه؟ يجيب السياق عن ذلك :
(وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ)
وهم الأولياء ومن يسير في خطهم من أبناء المجتمع ، حيث يجب على الإنسان البحث عنهم في المجتمع ، ليتبع سبيلهم ، وينظمّ إلى تجمعهم الرسالي ، لان
__________________
(١٢) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٢٠٢ ـ ٢٠٣).